205بحبوحة منها.
ولا غرابة في ذلك بعد أن أحبوا اللّٰه ورسوله، وطلبوا رضوانه تعالىٰ وملئوا شوقاً إلى لقائه، فقد كانوا يطلبون الموت ويتحاثون عليه.
كم كانت تربيتك يا رسول اللّٰه لهذه الزمرة الطيبة مجدية نافعة خالدة! وكم كان حبّهم لك عظيماً صادقاً شهد بها أبو سفيان وهو يعيش العداء كلّه لرسول اللّٰه ولدينه ولمن معه: ما رأيت من الناس أحداً يحبّ أحداً كما يحبّ أصحاب محمد محمداً!
وجعفر من هذه النخبة الطيبة الصادقة. كان صحابياً متميزاً في دينه وولائه وفي فصاحته وبيانه وحلمه، كما كان مثلاً رائعاً للشجاعة والفداء، أبى إلّاأن تكون ساحات الوغىٰ أرضاً له، وإلّا ظلال السيوف سقفاً له حتىٰ كان شهيداً، ولكن متىٰ؟ ! بعد أن قطعت يداه وبعد أن تحمل جسمه وضمّ بدنه أكثر من سبعين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم.
نسبه ولقبه وكناه
كان جعفر من سلالة تلك العائلة الكريمة في خصالها، الرفيعة في شرفها، المتميزة في سيادتها وزعامتها ورجالها، فهم سادة قريش بل سادة الدنيا على الإطلاق، هذه العشيرة التي ضمّت أكرم خلق اللّٰه محمداً وآله الطاهرين. .
فأبوه: شيبة الحمد، شيبة بني هاشم أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. . . واسمه عبد مناف، وقد كني بأكبر أولاده (طالب) ، وقد كان الكافل الحامي المدافع عن النبي صلى الله عليه و آله، الذي أحاط رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بعناية عظيمة قلّ مثيلها، خاصة إذا نظرنا إلىٰ مكانته في مجتمع قريش وبين زعمائها وما يسببه ذلك الدفاع من إحراج أمامهم.
وكانت هذه الحماية من الأهميّة لرسول اللّٰه ولدعوته إلى الدرجة التي لم تطمع