204
جعفر الطيار
حسن محمد
لستُ زاعماً أن الصحابة كلهم في الفضل سواء، أَوَ يكون هذا وقد فضّل اللّٰه الرسل - وهم أكرم الخلق وأقربهم إليه تعالىٰ - بعضهم علىٰ بعض فقال:
تلك الرسل فضّلنا بعضهم علىٰ بعض 1والتفضيل حالة توافق طبيعة الأشياء؟ فإن كان هذا الزعم ليس من حقّي بل ليس من حق الجميع - كما هو الحقّ - إلّاأني استطيع وبقوة أن أقول: إنّ الصحابة - بعضهم - صناعة خاصة أعدّتهم السماء وتفضّلت بهم علينا جميعاً؛ ليصوغوا لنا تأريخاً مليئاً بالخير، وليصنعوا حاضراً كلّه عطاء، ويبنوا مستقبلاً زاهراً بالأمل مشرقاً بالحبّ، بعيداً عن العداوة والبغضاء فكانوا جيلاً لا نظير له فيما مضىٰ من تأريخ الرسالات.
فقد نجح هؤلاء وهم النخبة الطاهرة من الأصحاب في تبليغ أعظم رسالة سماوية استطاعت أن تغير أمّة جاهلية بل أمماً أخرىٰ فغيرت بذلك وجه التأريخ، فاستحقوا بذلك الفوز في الدنيا والآخرة.
كانوا من ورثة جنة النعيم، يتبوّأون منها غرفاً، وينعمون بها، ويمرحون في