201تكوينياً، ولذلك لم تشهد في تاريخها إلّاالنزر القليل من إخلال الأمن، ومن جهة ثانية منحها الأمن التشريعي. . . 1أقول: النزر لغة القليل التافه، فهل ما مرّ علىٰ هذه الأرض المقدّسة من سلب ونهب وتخريب وسفك للدماء وإزهاق للأرواح البريئة. . كلّ هذا من القليل التافه، وبالتالي لا يقدح ولا يخل بالأمن التكويني؟ !
والرازي في جواب عن سؤال يفترضه:
أليس أن الحجاج حارب ابن الزبير وخرب الكعبة وقصد أهلها بكل سوء وتمّ له ذلك؟
لم يكن مقصوده تخريب الكعبة لذاتها، بل كان مقصوده شيئاً آخر 2.
فالأول يريد أن يبرر وجود الأمن التكويني فجعل ما أصاب الكعبة من النزر القليل! والثاني يريد أن يبرر عدم نزول العذاب على الحجاج وجنده وعدم إرسال الطير الأبابيل بأن الحجاج لم يكن قاصداً الكعبة بسوء بل كان يقصد رأس ابن الزبير!
الهوامش: