71مالك وللكلام؟ ! ثم قالوا: يا رسول اللّٰه، بل دمنا بدمك وأنفسنا بنفسك، فاشترط لربّك ولنفسك ما شئت.
فقال رسول اللّٰه: أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيباً يكفلون عليكم بذلك، كما أخذ موسىٰ من بني إسرائيل اثني عشر نقيباً. فقالوا:
اختر من شئت.
فأشار جبرئيل عليه السلام إليهم، فقال:
هذا نقيب، وهذا نقيب حتّىٰ اختار تسعة من الخزرج وهم: أسعد بن زرارة، والبَراء بن معرور، وعبداللّٰه ابن حرام - وهو أبوجابر بن عبداللّٰه الأنصاري - ورافع بن مالك، وسعد ابن عبادة، والمنذر بن عمرو، وعبداللّٰه بن رواحة، وسعد بن الربيع، وعبادة بن الصامت. وثلاثة من الأوس هم: أبوالهيثم بن التيهان اليمني حليف بني عمرو بن عوف، وأُسيد ابن حضير، وسعد بن خيشمة.
فلمّا اجتمعوا وبايعوا رسول اللّٰه صاح بهم إبليس: يا معشر قريش والعرب، هذا محمّد والصُباة من الأوس والخزرج علىٰ هذه العقبة يبايعونه علىٰ حربكم فأسمَعَ أهل منىٰ، فهاجت قريش وأقبلوا بالسلاح.
وسمع رسول اللّٰه النداء فقال للأنصار: تفرّقوا. فقالوا: يا رسول اللّٰه إنْ أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا فعلنا.
فقال رسول اللّٰه: لم أُؤمر بذلك، ولم يأذن اللّٰه في محاربتهم.
فقالوا: يا رسول اللّٰه فتخرج معنا.
قال: انتظر أمر اللّٰه (بالهجرة) فتفرّقوا.
وخرج حمزة وعلي بن أبي طالب فوقف حمزة على العقبة ومعه السيف.
فجاءت قريش علىٰ بكرة أبيها قدأخذواالسلاح، فلمّا نظروا إلىٰ حمزة قالوا له: ما هذا الذي اجتمعتم عليه؟