55تلزمُكَ من جهة المخلوقين. . .) الحديث. . . إلىٰ أن قال عليه السلام: (. . . ثمّ اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك، والبس كسوة الصدق والصفا والخضوع والخشوع، واحرم من كلِّ شيء يمنعك من ذكر اللّٰه ويحجبك عن طاعته، ولَبِّ بمعنىٰ إجابته 1بنيّة خالصة زاكيةٍ للّٰهتعالىٰ في دعوتك، متمسّكاً بعروة اللّٰه 2الوثقىٰ، وطِفْ بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت، وهروِل [هرباً] 3من هواك، وتبريّاً من [جميع] 4حولك وقوّتك، واخرج من غفلتك وزلّاتك بخروجك إلىٰ منىٰ، ولا تتمنّ ما لا يحلُّ لك ولا تستحقّه، واعترف بالخطايا بعرفات، وجدّد عهدك عند اللّٰه بوحدانيّته، وتقرّب إليه واتّقه بمزدلفة، واصعد بروحك إلى الملإ الأعلىٰ بصعودك على الجبل 5، واذبح الهوىٰ 6والطمع عند الذبيحة، وارمِ الشهواتِ والخساسة والدناءة [والأفعال] 7الذميمة عند رمي الجمرات، واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق شعرك، وادخل في أمانِ اللّٰه وكنفه وستره وكلائته 8من متابعة مرادك بدخولك الحرم ودخول البيت 9، محقّقاً لتعظيم صاحبه ومعرفة جلاله، واستلم الحجر رضاً بقسمته وخضوعاً لعزّته، وودّع ماسواه بطوافِ الوداع. . .) 10. الحديث. . وهو طويل، وفيما ذكرنا منه تنبيهٌ للنائم في مضاجع الغفلة. .
علىٰ أنّ العبادات الشرعيّة لها ظاهرٌ وباطن، وإنّه لا إيمان بظاهرٍ إلّابباطن، وبالعكس؛ وإنّ لكلّ عملٍ نيّة 11، وإنّ العمل بغير نيّة جسدٌ لا روحَ له.
وإذا فهمت ما قلناه، فاعلم:
[تعريف الحجّ]
إنّ الحجّ - لغةً - القصدُ المتكرّر 12، وشرعاً: القصدُ إلىٰ مكّة ومشاعرها