277وبناء هذا المسجد متين، تعلوه خمس قباب، وله رحبة واسعة تحت السماء، وفيه رَوْحانية وخشوع، ويؤمّه أهل تلك المحلّة وغيرهم للصلاة فيه.
ويرى البعض 1أنّ حادثة ردّ الشمس لعليّ كرّم اللّٰه وجهه بعد غروبها؛ ليدرك صلاة العصر، وقعت في هذا المسجد، فلمّا فرغ من صلاتها انقضّت اِنقضاض الكوكب. وهذا الرأي هو الأكثر صحّة؛ لأنّه المروي عن عدد من العلماء القُدامىٰ 2.
وقيل: إنّ هذا المسجد يُطلق عليه اسم مسجد الشمس؛ لوقوعه إلىٰ جهة شروق الشمس بالنسبة لمسجد قباء 3.
وهذا تعليل غير واقعي؛ لأنّ هناك الكثير من المساجد واقعة في جهة شروق الشمس بالنسبة لمسجد قباء، فَلِمَ لم تُسمَّ بمسجد الشمس؟ كمسجد الفُقَيْر ومسجد بني قريظة 4ومسجد بني ظفر 5.
جاء في كتاب عمدة الأخبار 6(قال القاضي عياض في الشفا: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم كان يُوحىٰ إليه ورأسه في حِجر عليّ رضى الله عنه، فلم يصلِّ العصر حتّىٰ غربت الشمس، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم: أصلّيت يا عليّ؟ قال: لا، فقال: اللهمّ إنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس، قالت أسماء: فرأيتها طلعت بعد ما غربت، ووقفت على الجبال والأرض) .
وأخرجه الطماوي في مشكل الآثار 7، وقال: (عن أحمد بن صالح إنّه كان يقول: لا ينبغي لمن كان سبيله العِلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء الذي روي لنا عنه، لأنّه من أجل علامات النبوّة) .
وذكر الطريحى في كتابه ردّ الشمس 8نص قول الفضل بن الحسن الطبرسي الآتي (ما استفاضت فيه الأخبار ونظّمت فيه الأشعار رجوع الشمس له مرّتين، في حياة النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم مرّة وبعد وفاته أُخرىٰ. فالأُولىٰ قد روتها أسماء