261إخفاء الحقائق، فأصبح الحكم الأموي في نظر المسلمين حكماً فاقداً للشرعية لايمثل الخلافة بل هو حكم ملكي قائم علىٰ أساس الوراثة التي ابتدعها معاوية.
تقييم أسباب الانتكاسة العسكرية
كان هدف أهل المدينة هو الثأر لدم الحسين عليه السلام ورفضاً للسيادة الأموية، وكانت البيعة تتركز علىٰ بذل الدماء، فلم يكن للتمرد العسكري أهداف أخرىٰ ومنها اسقاط الحكم الأموي، لذا كان التخطيط منصبّاً علىٰ تكريس التحدي، ولهذا كانت النتيجة هي الانتكاسة العسكرية، التي يمكن تحديد أسبابها بالنقاط التالية:
أولاً: فقدان الموقع الاستراتيجي:
لم تكن المدينة ذات موقع استراتيجي صالح للعمليات العسكرية من ناحية الهجوم والدفاع، وقد أثبتت الوقائع عدم قدرتها على المقاومة حينما داهمتها قوات معاوية بقيادة بسر بن أرطأة في عهد الإمام علي عليه السلام حيث استطاع بسر احتلالها دون مقاومة، اضافة الىٰ ذلك فإن المدينة بقيت في العهد الأموي تعيش الفقر بسبب قلّة الموارد الأولية من جهة وكثرة الضرائب المفروضة عليها، حيث كانت مواردها الأساسية تبعث إلى الشام، ولا يبقي لها والي المدينة إلّااليسير من الموارد، وكان أهل المدينة يشعرون بفقدانها الموقع الاستراتيجي لذا اضطروا الي حفر خندق حولها كما اضطر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم في غزوة الخندق الىٰ حفره، ولهذا لم تستمر المقاومة في المدينة لجيش الشام أكثر من نهار واحد.
ثانياً: عدم التنسيق مع الأمصار الأخرىٰ:
ان الأمصار الأخرىٰ كالبصرة والكوفة واليمن وغيرها مهيأة للمقاومة