253
العوامل والأسباب الفعلية للواقعة
أولاً: الاعتداء علىٰ بعض أهل المدينة
جعل والي المدينة عمرو بن سعيد الأشدق علىٰ شرطته عمرو بن الزبير، فأرسل بدوره الىٰ نفر من أهل المدينة فضربهم ضرباً شديداً منهم المنذر بن الزبير وابنه محمد، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وعثمان بن عبد اللّٰه بن حكيم، ومحمد بن عمّار بن ياسر وغيرهم، ممّا أثّر هذا الموقف علىٰ نفوس أهل المدينة من بقية المهاجرين وأبنائهم والأنصار وأبنائهم، واعتبروا ذلك بداية للاستهانة بهم والاعتداء علىٰ كرامتهم وأرواحهم، وأيقنوا أن الحكم الأموي الذي تجرأ علىٰ قتل ابن بنت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، سيكون أكثر جرأة واقداماً علىٰ قتلهم وهو يعلم بكراهيتهم لحكمه، فأيقنوا أن الهجوم على المدينة بات وشيكاً فتهيَّأوا للمواجهة المسلحة.
ثانياً: التحولات الادارية
عزل يزيد عمرو بن سعيد الأشدق عن ولاية المدينة، وأعاد الوليد بن عتبة اليها، ثمّ عزله فولّىٰ مكانه عثمان بن محمد بن أبي سفيان، وهو فتى حدث صغير السن قليل التجربة في الإدارة وفي التعامل مع أهل المدينة، وفيهم بقايا المهاجرين والأنصار، ورافق كل التحولات تغيير في الأجهزة الحكومية العاملة في المدينة ممّا أضعف السيطرة عليها وأصبحت الفرصة مناسبة للخروج من قبضة الحكومة الحالية.
ثالثاً: الاطلاع المباشر علىٰ ممارسات يزيد
أرسل عثمان بن محمد وفداً من أهل المدينة الىٰ يزيد ومنهم عبد اللّٰه بن