231ويذهب إلىٰ وادي عُرَنَة - بالنون - فإذا مرّ بين مِنىً ومزدلفة كان الحدّ بينهما، فيتجه جنوباً، ويمرّ سيله عند عين الحُسينية قبل أن يصب في عُرَنَة، وهو قبل ذلك يختلط بأودية المفاجر الثلاثة؛ فتصير وادياً واحداً، وقد عُمِر اليوم اجتماعها فصار حيّاً من أحياء مكّة. ليست بمحسر زراعة ولا عمران، والمعروف منه للعامّة ما يمرّ فيه الحاج بين مزدلفة ومنىٰ، وله علامات هناك منصوبة، وكثير من النّاس يركضون حتىٰ يجتازوه، كما يركضون بين الصفا والمروة، إذا وصلوا بطن وادي إبراهيم.
وروي عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، أنّه قال: عرفة - بالفاء - كلّها موقف، وارتفعوا عن بطن عُرَنَة - بالنون - وجمع كلّها موقف، وارتفعوا عن بطن مُحسّر. ويسمّىٰ مُحسّر (وادي النّار) ويُسمّىٰ (المُهلّل) وكان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، يوضع فيه راحلته، أي يحثها على العدو. وكان عمر يفعل كذلك ويقول:
إليك تسعىٰ قَلقاً وضينُها
وكان ابنه عبداللّٰه يفعل ذلك إذا هبط بطن مُحَسِّر ولا زالت ترىٰ هذه السنّة من المشاة.
الُمحَصِّب:
بضمّ الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد الصاد المهملة أيضاً، مع الكسر ويروىٰ بالفتح، ثمّ موحده تحتية:
اختلف المتقدّمون في تحديده، فقال بعضهم هو من شعب عمرو - الملاوي اليوم - إلىٰ شعب بني كنانه، قرب البياضة، وقال آخرون: هو خيف بني كنانة، وحدّه من الحجون إلىٰ منىٰ. وقال غيرهم: هو موضع رمي الجمار، ذلك أنّ