213يمرّون بمناطق يُسيطر عليها القرامطة وخصوصاً القادمين من العراق، يتعرّضون لحملاتهم الوحشية، حتّىٰ وصل الأمر إلىٰ أنّه في سنة 263 و316 لم يتمكن أي من الحجّاج القادمين من العراق من أداء مراسم الحجّ في هاتين السنتين (35) .
وفي سنة 317 وصل الأمر إلىٰ ذورة الخشونة والوحشية فنتجت عنه فاجعة كبرىٰ، فقد امتنع القرامطة علىٰ غير عادتهم من مهاجمة قوافل الحجّاج القادمين من العراق باتّجاه الديار المقدّسة، فوصلت القوافل ومنها قافلة العراق بقيادة منصور الديلمي سالمة إلىٰ مكّة دون مضايقة تذكر (36) . إلّاأنَّ القرامطة بقيادة أبوطاهر الجنابي هاجموا الحجّاج يوم التروية في مكّة علىٰ حين غرة فقتلوا منهم جمعاً غفيراً، وليس ذلك وحسب بل هجموا علىٰ أهل مكّة وعملوا منهم مذبحة مريعة وانتهكوا حرمة وقدسية المسجد الحرام.
ويذكر أنّ أبوطاهر هاجم الحجّاج وأهل مكّة علىٰ رأس (900) فارس بينما كان هو ثملاً ممتشقاً حسامه علىٰ ظهر حصانه الذي تبوّل قريباً من بيت اللّٰه الحرام (37) .
وينقل المؤرّخون أنَّ القرامطة قتلوا ما استطاعوا من الحجّاج وأهل مكّة، وهتكوا الحرمات ودنّسوا المقدّسات. فقتلوا ما يقارب (1700) نفس كان معظمهم متمسّكاً بأستار الكعبة (38) . وكانت سيوف القرامطة تحصد رؤوس النّاس من الطائفين والمصلّين وحتّى الذين هربوا من بطشهم إلى الوديان والجبال، فكان النّاس يصيحون عليهم: أوَ تقتلون ضيوف اللّٰه؟ فكان القرامطة يجيبونهم: إنَّ من يخالف أوامر اللّٰه ليس بضيف له. وقد وصل عدد الذين قُتلوا في هذه الحملة الوحشية قرابة (30) ألف انسان، ورمى القرامطة بجثث أكثر هؤلاء في بطن بئر زمزم ودُفن الكثير كذلك منهم دون أن يُغسلوا أو يكفّنوا (39) .
وفي تلك الحالة التي كان القرامطة يُذبّحون فيها المسلمين ويعملون من