212
إذا طلع المرّيخ من أرض بابل
إلىٰ أن يقول:
أنا الداع للمهدي لا شكّ غيره
علىٰ كلّ فلسنا هنا بصدد ذكر جميع تفاصيل حياة أبوطاهر، ويُعلَم ممّا أوجزناه أنّ أبوطاهر كان قد شكَّل دولة قويّة في البحرين وجنوب خليج فارس وكان من الصعب مواجهته، ممّا يوضّح لنا السبب في عدم توجيه اللّوم إلى المسلمين حتّىٰ بعد سلب وسرقة الحجر الأسود من قبل القرامطة، كما سنذكر ذلك فيما بعد.
هذا وقد تناوب علىٰ سدة الحكم في البحرين بعد موت أبوطاهر سنة (332) سلسلة الجنابيين القرامطة، إلّاأنّهم لم يملكوا نفس القدرة والسلطان السابقين.
هجوم القرامطة علىٰ مكّة وقصة الحجر الأسود:
لقد أدخلت الحملات الوحشية التي كان يقوم بها القرامطة على المدن القريبة والبعيدة الرّعب والهلع في نفوس المسلمين، وخصوصاً عمليات الإبادة والقتل الجماعي التي كان القرامطة يمارسونها، وبالأخصّ علىٰ قوافل الحجّ التي كانت تتعرّض دوماً لغارات وحملات من هذا النوع. فقد كان الحجّاج الذين