180والراحلة ولكنّهم أفتوا بلزوم الحجّ علىٰ من يسأل النّاس! وهو يصير مستطيعاً بذلك الأمر المرجوح الذي ذكره رئيس هذا المذهب في كتابه 1. والعجب أن من يأخذ الهبة للحجّ بطيب نفس من الواهب، لايصير مستطيعاً ولايجب عنه القبول!
روايات الباب:
1 - روايات أهل السنّة:
بعدما راجعتُ كتب أهل السنّة الروائية والفتوائية، كصحيح المسلم، وصحيح البخاري، وسنن الترمذي، وسنن النسائي، وسنن أبيداود، والسنن الكبرىٰ للبيهقي، والمبسوط للسرخسي، والمحلّىٰ لابن حزم، والموسوعة الفقهية (الكويت) و. . . ، لم أجد رواية صريحة حول الحج البذلي. وكلّ ما عثرت عليه إطلاقات وردت في كتبهم:
نقل البغوي في مصابيح السنّة عن علي عليه السلام أنّه قال: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم:
«مَنْ مَلك زاداً وراحلة تبلغه إلىٰ بيت اللّٰه ولم يحجّ فلا عليه أن يموت يهوديّاً أو نصرانيّاً، وذلك أنّ اللّٰه تبارك وتعالىٰ يقول: (
وللّٰه على النّاس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً)» 2.
ونقل الشوكاني في نيل الأوطار عن أنس: أنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم في قوله عزّوجلّ (
من استطاع إليه سبيلاً) قال: قيل يا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: ما السبيل؟ قال: الزاد والراحلة. رواه الدارقطني 3.
ونقل أيضاً عن ابن عبّاس أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم قال: الزاد والراحلة يعني قوله: (
من استطاع إليه سبيلاً) رواه ابنُ ماجة 4.