١٧٠وُضِعَ الحجر المبارك في اليوم الثلاثين من ذلك الشهر في زاوية من الركن اليماني، ثمّ أُذيب مقدار كافٍ من الرصاص وصُبَّ على المكان المتكسّر له من سائر جهاته فالتأم مع بعضه.
وأثناء وضع الحجر المبارك في محلّه الشريف قام الأمين على مفتاح البيت المبارك بإحضار العطور الخاصّة وعطّر بها الحجر المذكور والأحجار الموجودة عند أطرافه. وبعد أن وضع البنّاؤون الحجر المبارك في محلّه الشريف وأحكموا عليه من كلّ جهاته بدأوا بتنضيد أحجار الصف الثاني للركن الغربي والجدار الشامي، وانتهوا من إتمام ووضع أحجار الصف الثاني لأركان البيت الحرام الأربعة في اليوم التالي، الذي كان الأوّل من شهر رجب المرجّب.
وشرع في (٢) رجب بتخمير وتصفية الطين وتحضير أحجار الصف الثالث، ثمّ وضعت العتبة الشريفة لباب الكعبة الطاهرة على الأحجار المرصوفة، ثمّ شرع الصاغة الموجودون بوضع إناء النحاس المخصّص للحجر الأسود في مكانه وثُبِّتَ بالفضة، وأمّا الحجّارون فقد قاموا بوضع ثلاثة ألواح ضخمة داخل بيت اللّٰه الحرام وتركيزها هناك بمعونة الحمّالين، وتمَّ نقل مصراعي باب الكعبة المطهّرة إلى الباحة المقدّسة لبيت اللّٰه الحرام.
هذا وقد انتهت الأعمال الخاصّة بالكعبة الشريفة في أواخر شهر رمضان المبارك من تلك السنة وتمّت بكلّ دقّة وعناية.
وقد كُتِبَ علىٰ لوحة عُلِّقت في أعلى الباب الشريف للكعبة الطاهرة فوق اللون اللاجوردي للباب الذهبية ما يلي:
(
إنَّ أوّلَّ بيتٍ وُضِعَ للناس لَلَّذي ببكّةَ مباركاً وهدًى للعالمين
فيه آياتٌ بيِّناتٌ مقام إبراهيم ومَن دخله كان آمناً وللّٰه على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً) ١، وكُتبت الأبيات التالية تحت تينك الآيتين الشريفتين: