144ومن هنا فقد عقدتُ العزم على نشر هذه المعلومات والأخبار التأريخية القيّمة، ووضعها في متناول أيدي قرّاء مجلّة ميقات الحجّ الأعزّاء، وأبدأها بإعطاء نبذة ولو مختصرة عن الكتاب ومؤلّفه ومترجمه:
وُلِدَ أيّوب صبري باشا بن السيد شريف الإسلام بن الحاج أحمد في مدينة (أرمية) إحدىٰ توابع (روم ايلي) 1أو (تساليا) من توابع بني شهر التركية.
وقد استهلَّ حياته الإجتماعية والوظيفية بالإلتحاق بدار صناعة الأسلحة في القوّة البحرية التركية، واعتلىٰ مناصب كثيرة بسرعة حتّىٰ وصل إلىٰ منصب قائد، ثمّ أُوفِدَ إلىٰ الحجاز بما يتناسب ومنصبه الجديد، وقضىٰ فترة لا بأس بها في مكّة والمدينة المنورة، فكانت نتيجة ذلك أن تعرّف علىٰ مُجمل تأريخ هذه المنطقة.
ومع أنَّ تأريخ وصول صبري باشا إلىٰ الحجاز لم يُعرف بالتحديد، إلّاأنّه ذكر في مُؤلَّفة (مرآة الحرمين) ما يلي 2:
«تشرّف الحقير مؤلف الكتاب بالوصول إلىٰ مكة المكرمة في أواسط شهر شعبان سنة (1289ه. ق.) 3.
وقد سجّل صبري باشا في خلال رحلته تلك الكثير من المعلومات والمذكّرات وكان أحياناً كثيرة يقوم بالبحث والتقصّي شخصياً، فألَّف بعد ذلك كتابه المعروف ب (مرآة الحرمين) .
وإذا ما اعتبرنا سنة (1289ه) هي السنة التي قام فيها صبري باشا بالسفر لأوّل مرة إلىٰ الحجاز وعلمنا أنَّ سنة (1299) كانت السنة التي ألَّف فيها المذكور كتابه (مرآة الحرمين) لاستنتجنا أنَّ هذا الكتاب القيّم استغرق حوالى عشر سنوات للظهور بمظهره ذاك 4.
وقد أُلّف الكتاب المذكور في ثلاثة أجزاء، يضمُّ الجزء الأوّل كتاب (مرآة مكّة) ، والجزء الثاني (مرآة المدينة) وأمّا الجزء الثالث فيدعىٰ ب (مرآة الجزيرة العرب) ، وطُبِعتالأجزاء الثلاثة علىٰ التوالي سنة (1301) و (1304) و (1306) في مطبعة (سنده) بالقسطنطينيّة - اسطنبول - بتركية باللغة التركية الاسطنبولية.
ويصف أيوب صبري باشا الهدف من تأليفه كتاب (مرآة الحرمين) قائلاً: «حيث إنّه لم يُؤَلَّف لحدّ الآن