120حدود الحرم المكّي نظراً لما يترتبّ علىٰ ذلك من أحكام، فذكر ابن البرّاج الطرابلسي «ت 481 ه» في المهذّب انّ «حدّ الحرم من جهة المدينة علىٰ ثلاثة أميال ومن طريق اليمن علىٰ سبعة أميال ومن طريق العراق علىٰ سبعة أميال ومن طريق جدّة علىٰ عشرة أميال ومن طريق الطائف علىٰ عرفة أحد عشر ميلاً من بطن نمرة» 1وهو ما اختاره الجغرافي ابن رسته في كتابه الأعلاق النفيسة علىٰ ما نقله السيّد الحكيم في المستمسك عنه 2، ونقله الشيخ محمّد حسن النجفي في الجواهر عن السروجي أحد أعلام السُنّة 3أيضاً، واستقرّت كلمة أعلام المذاهب علىٰ ما نقله الحرّ العاملي في الوسائل عن التهذيب للشيخ الطوسي بسند ينتهي إلىٰ زرارة أنّه قال «سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول حرّم اللّٰه حرمه بريداً في بريد أن يختلىٰ خلاه ويعضد شجره. . . الخ» 4.
وأورد الشيخ الصدوق «ت 381» في علل الشرائع خبراً عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال «إنّ اللّٰه تعالىٰ لمّا أهبط آدم من الجنّة أهبطه علىٰ أبي قبيس فشكىٰ إلى ربّه عزّ وجلّ الوحشة، وأنّه لا يسمع ما كان يسمع في الجنّة فأهبط اللّٰه تعالىٰ عليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم عليه السلام وكان ضوؤها يبلغ موضع الأعلام فعلمت الأعلام علىٰ ضوئها فجعله اللّٰه عزّ وجلّ مرماً» 5.
وعن صفوان بن يحيىٰ قال سُئل الحسن عليه السلام عن الحرم وأعلامه فقال «انّ آدم عليه السلام لمّا هبط من الجنّة هبط علىٰ أبي قبيس والناس يقولون بالهند فشكىٰ إلىٰ ربّه الوحشة وأنّه لا يسمع ما كان يسمع في الجنّة فأهبط اللّٰه تعالىٰ عليه ياقوتة حمراء فوضعت في موضع البيت فكان يطوف بها آدم عليه السلام وكان يبلغ ضوؤها الأعلام فعلمت الأعلام علىٰ ضوئها فجعله اللّٰه عزّ وجلّ حرماً» 6وفي جواهر الكلام أنّ العلامة الحلي «ت 726» جعل في كتابه المنتهىٰ حدّ الحرم الذي لا