85وكذلك اُستخدم الاسمان في حديث أهل البيت عليهم السلام، ففي صحيح أبي أيوب الخزاز - الآتي فيما بعد - عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال. . . . (ووقّت لأهل المغرب الجحفة، وهي عندنا مكتوبة مهيعة) 1.
ولا يزال الاسمان يستعملان في بعض الكتب الشرعية، إلّاأن اسم مهيعة انحسر من الاستعمال الاجتماعي، فلا يعرف المكان عند أبناء المجتمع سواء كانوا من أبناء المنطقة أو غيرها إلّاباسم الجحفة.
موقعها الجغرافي:
اتبع الجغرافيون القدامىٰ لتحديد الموقع الجغرافي لأيموضع يقع علىٰ طريق معروف المقياسين التاليين:
1 - ذكر المدينتين الرئيستين اللتين يبدأ الطريق بإحداهما وينتهي بالأخرىٰ، فيقولون - مثلاً - الموضع الفلاني يقع بين مكة والمدينة، أو بين البصرة والكوفة.
2 - تقدير الموضع بالمرحلة بالنسبة الىٰ إحدى المدينتين، فيقولون - مثلاً - هو علىٰ مرحلتين من مكة، أو علىٰ ثلاث مراحل من الكوفة. وتابعهم علىٰ ذلك بعض الفقهاء كما سنرىٰ في ذكر مصادر التحديد فيما يلي:
ففي صحاح الجوهري ولسان ابن منظور حددت بموضع بين مكة والمدينة 2. وكما ترىٰ، أن مثل هذا التحديد لا يعيّن الموقع بالضبط والدقة، وذلك لكثرة المواضع الجغرافية بين مكة والمدينة، ولذا حاول بعضهم أن يكون أقرب الىٰ ضبط الموقع، فقال: هي منزل أو مكان بين مكة والمدينة، قريب من رابغ، بين بدر وخليص، كما فعل هذا الفيومي في (المصباح المنير) ، والطريحي في (مجمع البحرين) 3.