84الفاء، بعدها تاء مربوطة.
وذكر الاسم في (الصحاح) بغير أل، وفي كثير من الكتب سواه بالألف واللام من أولها.
وسميت بهذا الاسم لأن السيل اجتحفها 1في قصة أخوة عاد، التي ينسبها اللغويون الىٰ ابن الكلبي المؤرخ المتوفى سنة 204 ه، إذ زعم «أن العماليق (وهم ولد عمليق بن لاوذ بن ارم) أخرجوا بني عَبيل - وهم أخوة عاد (بن عوض بن ارم) - من يثرب فنزلوا الجحفة - وكان اسمها مهيعة - فجاءَهم سيل فاجتحفهم فسميت جحفة» 2.
وقد جاء فيما روي عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم أنه استخدم الاسمين معاً، حيث نقل عنه صلى الله عليه و آله و سلم فيما رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عنه صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال - عند دخوله المدينة المنورة وكانت يومها موبؤة -: «اللهم انقل وباء المدينة الىٰ مهيعة» .
وفيما رواه البخاري من طريق هشام أيضاً عن أبيه عن عائشة في حديث هجرة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، قالت: لما قدم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم المدينة وَعِكَ أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبتِ كيف تجدك؟ ، ويا بلال كيف تجدك؟ ، قالت:
فكان أبو بكر إذا أخذته الحمىٰ يقول:
كل امرىء مصبّح في أهله
والموت أدنىٰ من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه الحمّىٰ يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
قالت عائشة: فجئت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم فأخبرته، فقال: (اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ، وصححها، وانقل حمّاها الى الجحفة) .