8العالم الاسلامي بأفراده وشعوبه كان دائماً عرضة لهذين التهديدين، وهو اليوم مهدّد أكثر من ذيقبل. فمن جانب نرىٰ إشاعة الفساد في البلدان الاسلامية وفق خطة مدروسة وضعها الأعداء، ونرىٰ فرض الثقافة الغربية - بمساعدة بعض الانظمة العميلة - علىٰ مظاهر الحياة بدءاً من السلوك الفردي وحتىٰ تخطيط المدن والحياة العامّة والصحافة وغيرها، هذا من جانب، ومن جانب آخر نشاهد الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية علىٰ بعض الشعوب المسلمة، والمذابح الوحشية في لبنان وفلسطين والبوسنة وكشمير وافغانستان. .
وكلها شواهد بارزة علىٰ هذين التهديدين في أجوائنا الاسلامية.
الحجّ، هو تلك الهدية الإلهية، والرحمة التي لا ينضب معينها، به يستطيع المسلمون أن يتخلصوا الى الأبد من نكد العيش ومرارته، ومن مرض الانحراف ولوثته، وبمساعدة هذا الذخر الأبدي يستطيعون تحصين أنفسهم في كل زمان من هاتين الكارثتين.
ما في الحج من عناصر التقوىٰ والذكر وحضور القلب والخشوع والتوجّه الى اللّٰه سبحانه وتعالىٰ هي كفيلة بمواجهة التهديد الاول، وما فيه من عناصر التجمّع والتوحّد والإحساس بعظمة الأمة الإسلامية الكبرىٰ وقدرتها علىٰ ساحة الحجّ هي كفيلة بمقابلة التهديد الثاني.
كلما قوي هذان الجانبان في الحج ازدادت حصانة ومقاومة الافراد والمجتمعات الاسلامية إزاء هذين التهديدين، ومتىٰ ما ضعف او زال أحدهما أو كلاهما فإن الامة الاسلامية بافرادها وشعوبها وبلدانها تصبح أكثر عرضة للكوارث والمحن.
في نصّ القرآن الكريم، وفي نصوص الشريعة الاسلامية المقدّسة تصريح بكلا الجانبين بحيث لا يبقىٰ مجال للشك لكل ذي عين وقلب وإنصاف. مافرضه