49الاختيار هذا يصبُّ في اختيار أعظم وأهم وهو الدين الإسلامي الجديد، الدين الذي حفظ المشترك الرسالي في الأديان السابقة فيما اقتطع مرحلة ما بعد الديانه المسيحية، مساحة تاريخية لخاتم الأديان، إن القبلة الجديدة اختيار حفظ لنا مشترك الطهارة والقداسة في القبلة السابقة. لا بدَّ إذن من جديد. . جديد لا يفارق الثوابت الدينية الرئيسية، ولا ينفصل عن المعطيات ووحدتها التي حملتها الأديان السماوية، لكن يجب أن تكون القبلة من الأمور الجديدة في الديانة الجديدة الخاتمة؛ لتصبح أمة المسلمين في حالة وتجربة، يمكن أن توازن فيها بين الخصوصية والمشتركات الدينية، فلا يرىٰ على الديانات السابقة - ورغم الفواصل الزمنية البعيدة بينها - أنها كانت تتجه نحو خصوصية مع ما سبقها أو تعاصر معها. وأقصىٰ ما يصطلح عليه بالخصوصية هو نفسه الذي يصطلح عليه بالشمول والمشترك تجوّزاً، فالجديد في تفاصيل الديانة الإسلامية جاء ليحرك المسلم نحو تسيس العالم البشري وقناعاته من موقع ثنائية الخاص والعام في التشريع الإسلامي؛ ليضع العقلية العالمية وإبداعها في قلب الكون وجهاً لوجه مع كلّ ما تلتزم به من خصوصية، ويطلُّ بها بالكامل علىٰ كلّ ما يمكن أن ينطوي علىٰ مشتركات.
القبلة إذن في كونها جديداً إسلامياً فهي تدعو إلى الإبداع، وتوثيق المشاعر بالجمال، واستكناه العناصر الجديدة في عملية الإبداع الإنساني. . كما أن القبلة هي المقصد الرئيس لفريضة الحج ومناسكه، ومن هنا ترتبط الكعبة بفريضة الحج ارتباط الجمال بمفهومه وجوهره.
اتجاه الدلالات في المناسك:
الذي يستنطق النصوص والأحكام التي تتعلق بالحج وشؤونه لا يمكن