37ساخنة. وحين يكون فضاء الكون الساحة المقترحة التي ينطلق فيها خطّ الإثارة والاستجابة للدعاء فإنه والحال هذه يحتاج إلىٰ صيغة أكثر غنىً وثراءً. .
ويحتاج إلىٰ مكان وزمان متحدين يلمان بأسباب الدعاء من حيث الإثارة والاستجابة فكان الميقات وكانت التلبية. . الميقات هو زمن في مكان، ومكان في زمن، وسرُّ اسم المفعول فيه أقوىٰ بياناً من المفاعيل الأخرىٰ في العربية. . لأنه اسم ينفعل فيه الزمان والمكان والإنسان والدعاء والإحرام والتجرد. . و. . . أما التلبية الخاصة فهي استجابة للإثارة الشعورية وإثارة للاستجابة الموضوعية، وهذه الثنائية توفر لنا وعياً ومعرفة لفلسفة الدعاء في الإسلام.
ومن الميقات وبالتلبية تنسجم النوايا وتتماسك في نية واحدة. وفيما يكون التوازن بين نقطتي الانطلاق والنهاية في الدعاء تحدّد لنا نيّة الحجّ نوعية الإجابة. . ومع أن المكان يتحرر من قيوده الطبيعية، ويأخذ الطبيعة الجمالية لكن مع هذا يبقى العنصر الجمالي غير قادر علىٰ رزم المساحات التي تطويها أسئلة الدعاء. . فنعود إذن إلىٰ أن الدعاء الصادر في التلبية ليس مطلبه الوحيد الاستجابة ولا توقّع زمانها، وإنما هناك جانب الإثارة فيها. . . الذي يحرّر الكائن الأرضي من محدودية المشاعر والحاجات وضيق التطلعات إلى ماهو أوسع وأوجب.
إن هذا لا يلغي تدخل العمل بالمناسك فيما بعد الميقات، في أن يكون محدداً لاتجاهات وتنويعات الدعاء وإجاباته، ويستدعي هذا التدخل أن يُصار للشعيرة في الحجّ موضوعية تتبادل التأثير مع موضوعية الدعاء. ويتفاعل الاثنان فيشكلان موضوعية أكبر، هي: موضوعية دعاء الحج.
الدعاء في الحج يهدف أساساً إلى التخطيط من أجل إبراز ظاهرة التجلي، ويتجاوز كونه مدعاة لالتماس العفو والثواب والرزق. . . ليهدف إلىٰ رفع مستوى