29تجدر الإشارة إلىٰ أن الآية الشريفة: « ومَن يُرد فيه بإلحاد بظُلمٍ نُذِقه من عذابٍ أليم» 1يحتمل أن تشير الىٰ من يمارس الظلم في خصوص الحرم والبيت، فإن اللّٰه سبحانه وتعالىٰ سيضطره إلىٰ عذاب أليم، نظير حادثة أبرهة وأصحابه، الذين أخذهم اللّٰه تعالىٰ بعذابه. إلّاأنّ الذي يظلم الناس في خصوص الحرم، من الممكن أن لا يؤاخذه اللّٰه تعالىٰ في مدةٍ قصيرة ويمهلهُ إلى أجلٍ قريب.
وبعبارة أخرىٰ فإن مفاد هذه الآية مفاد قوله تعالىٰ: « إنّ الذينَ يأكلونَ أموالَ اليتامى ظلماً إِنَّما يأكلونَ في بطونِهم ناراً» 2، حيث إنها تشير إلىٰ المنع التشريعي؛ لأن كلّ من يأكل المال الحرام إنّما يأكل في بطنه ناراً، إلّا أنه جاء التعبير علىٰ هذا النحو بخصوص الذي يأكل مال اليتيم، لأن اليتيم في واقع الحال هو مظلوم لا ملاذ له، وإلّا فإن مثل هذا الحكم، يسري على المال الحرام وإن لم يكن من مال اليتيم. إلّاأنّه لو كان دعاء الظلم خصوص الحرم، فإن اللّٰه تعالىٰ أشدّ انتقاماً وأنكىٰ.
وفي نهاية هذه الطائفة من الآيات فإن القرآن الكريم وبعد أن ردّ شبهات أهل الكتاب بخصوص حلّية وحرمة الطعام والقبلة، وبيّن أهمية الكعبة وزيارتها انتقل إلى القول:
« ومَن كفر فإن اللّٰه غني عن العالمين» 3.