262والحسنين وقيس بن عبادة والأشتر! ! كما عن الطبري وغيره وأقل ما يُقال فيهم انهم صحابة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، فكيف كان يلعنهم ويأمر بلعنهم؟ !
وراح السيد الخوئي يبين رأيه في ابن عباس بوضوح: والمتحصّل مما ذكرنا أنّ عبداللّٰه بن عباس كان جليل القدر، مدافعاً عن أمير المؤمنين والحسنين عليهم السلام كما ذكره العلامة وابن داود 1.
كما قال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة: جملة ما ذكره الكشي من الطعن فيه خمسة أحاديث كلّها ضعيفة السند 2.
وقد ذهب السيد ابن طاووس الىٰ نفي كل ذلك نفياً تاماً، فقد قال في ابن عباس: حاله في المحبة والإخلاص لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وموالاته والنصر له والذب عنه والخصام في رضاه والموازرة له مما لا شبهة فيه، ثم قال معرضاً بأخبار الذم، ومثل الحبر موضع أن يحسده الناس ويباهتوه:
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
حسداً وبغياً إنه لذميم
قال: ولو ورد في مثله الف رواية أمكن أن تعرض للتهمة، فكيف بهذه الأخبار الضعيفة الركيلة؟ ! 3. فكل ما ورد بخصوص قصة بيت مال البصرة وابن عباس هي أخبار ضعفها ابن طاووس.
وأما صاحب الوسائل في خاتمتها يقول عن ابن عباس: حالُه في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين عليه السلام أشهر من أن يخفى، وروي فيه قدحٌ وهو أجل من ذلك 4.
وفاته
توفي ابن عباس في الطائف سنة 68 للهجرة بعد أن أُصيب بالعمىٰ، وصلىٰ عليه محمد ابن الحنفية 5، فسلام عليه في الخالدين.