261نظره عليه السلام في أن حرمان بني هاشم من حقّهم في الخمس للعنوان الثانوي أجدىٰ على الإسلام في رأيه من تنفيذ العنوان الأولي (حق بني هاشم في الخمس) 13) يؤيد هذه النتيجة قول ابن عباس نفسه ردّاً علىٰ اتهام ابن الزبير (علىٰ فرض صحة الرواية) من أنه أخذ البقية من المال التي هي دون حقّه في كتاب اللّٰه تعالىٰ. وما يؤيد ذلك أيضاً الرواية التي جاءت في العِقد الفريد: كان عبد اللّٰه بن عباس من أحب الناس الىٰ عمر بن الخطاب، وكان يقدمه على الأكابر من أصحاب محمد صلى الله عليه و آله و سلم، ولم يستعمله قط، فقال له يوماً: كدت أستعملك، ولكني أخشىٰ أن تستحلّ الفيء على التأويل، فلما صار الأمر الىٰ علي استعمله على البصرة فاستعمل الفيء على تأويل قول اللّٰه تعالىٰ « واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن للّٰهخمسه وللرسول ولذي القربىٰ» 2
هذا وإن لكثير من علماء الرجال كلاماً ينصب جلّه علىٰ ما تفرد به الكشي في رجاله، وفي كلامهم ما يؤيد نزاهة ابن عباس وبراءته من التهمة المنسوبة إليه، نستعرض بعضاً منهم.
الكشي وابن عباس:
فقد ذكر الكشي أحاديث تتضمن قدحاً في ابن عباس، ومن جملة تلك الأحاديث حديث مفارقته للإمام علي عليه السلام، وأخذه المال من بيت المال البصرة، وكتب أمير المؤمنين وأجوبة ابن عباس عنها 3.
وفي ذلك يقول السيد الخوئي:
هذا الرواية وما قبلها من طرق العامة، وولاء ابن عباس لأمير المؤمنين وملازمته له عليه السلام هو السبب الوحيد في وضع هذه الأخبار الكاذبة وتوجيه التهم والطعون عليه، حتىٰ إن معاوية لعنه اللّٰه كان يلعنه بعد الصلاة مع لعنه عليّاً