252لم يلقه 1ناهيك عن الإسرائيليات التي لم ينجو منها تراث ابن عباس والتي نشط اليهود في بثّها في عموم تراثنا الإسلامي ومن هؤلاء اليهود كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد اللّٰه بن سلام. . . مع أن ابن عباس كان دقيق الملاحظة أمين الوصف والرواية واعياً لأفعال هؤلاء ومدىٰ ما تتركه على التراث الإسلامي من آثار وقد نهي عن الأخذ منهم، ورد عنه.
«كيف تسألونهم عن شيء، وكتاب اللّٰه بين أظهركم» 2
ووقف موقفاً آخر حازماً إزاء الأحاديث الموضوعة والإسرائيليات، فقد قال كما أخرجه البيهقي بسنده عن ابن عباس. قال: «إذا حدثتكم بحديث عن رسول اللّٰه فلم تجدوا تصديقه في الكتاب، أو هو حسن في أخلاق الناس فإنه كاذب» .
ومع هذا فقد زخر تفسيره برواياتهم مما حدىٰ بالذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون) وبغيره الىٰ اتهام ابن عباس بالاطمئنان إليهم والنقل عنهم والاستعانة بهم في تفسيره، لعدم امكان نفي ماورد في تفسيره من الإسرائيليات لكثرتها.
ونحن نرىٰ تراث ابن عباس وآثاره عند تحققها ودراستها قد احتوت علىٰ كثير من الإسرائيليات والأساطير والكرامات والمعاجز المنسوبة له، إضافة الىٰ ما تعرض له تراثه من أكاذيب واختلاقات مما جعل هذا التراث غامضاً بعض الشيء ومرتبكاً أو مضطرباً في بعضه الآخر، كما أنه مضطرب كثرة وقلة، قال بعضهم - لم يتجاوز عدّة أحاديث.
ذكر الآمدي في كتاب الإحكام في أصول الأحكام:
أن ابن عباس لم يسمع من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم سوى أربعة أحاديث لصغر