232(السائل البركاني) المتجمدة، التي تغطي كل السهل في جوار المدينة المنورة، ومعمارية البيوت كما في مكة، ولكن يبنون أيضاً في الطوابق السفلى غرفة خاصة بدون نوافذ مزودة بمدخنة عريضة متصاعدة الى اعلى، وتجوز جميع الطوابق العليا، هذه الغرفة المسماة «القاعة» هي غرفة الاستقبال عند أهل المدينة لأنها من غيرها، وفي الطوابق العليا يبنون المشربيات؛ وعلى السطح يوجد مكان لاجل راحة الليل صيفاً والتدفؤ في الشمس شتاء» .
أخلاق ومعايش أهل المدينة:
ثم ينتقل حديث دولتشين إلى وصف أخلاق أهل المدينة، الذين يصفهم بالبشاشة والود والضيافة، أما سوق أهل المدينة فيشبه سوق مكة، ولكن أسعار السلع أغلى أو كما يقول: «يتألف السكان من عناصر متنوعة كما في مكة، وسكان الحجاز الأصليون هم هنا، في المدينة المنورة، أقل أيضاً مما في مكة؛ وقد بدا لي عرب المدينة المنورة ألطف من سكان مكة؛ فهم بشوشون جداً، مضيافون، ودودون، مستعدون دائماً لمدّ يد العون عند الاقتضاء، رفاق ممتازون في الطريق؛ وسكان الحجاز الآخرون يفسّرون على طريقتهم هذه السمات من طبع المدينة المنورة قائلين: إن بركة النبي صلى الله عليه و آله لاتزال تشملهم؛ لأنهم كرموه بعد الهجرة من مكة.
اشغال السكان في المدينة المنورة تشبه أشغال السكان في مكة جزئياً التجارة؛ وأساساً مختلف موارد الرزق من خدمة الحجاج.
البازارات في المدينة المنورة عبارة عن نسخة غير كبيرة عن بازار مكة، وهي تتاجر بالبضائع ذاتها تماماً، ولكنها تبيع بأسعار أغلى بكثير، ونادراً ما تطرأ عليها التقلبات، نظراً لأن استجلاب البضائع أصعب ولأن العرض غير كبير،