223
بيوت مكة:
ثم يعرج دولتشين الى مكة واصفاً بيوتها ذات الطوابق الثلاث، التي بنيت بالهندسة المعمارية الاصلية، وذاكراً أن مادة بنائها الحجر المستورد، أو كما يقول:
«البيوت في مكة مبنية في المعتاد من ثلاثة طوابق، مع أنه توجد كذلك بيوت من 4 أو 5 طوابق، الهندسة المعمارية أصلية جداً، جميع الجدران تحفل بصفوف من نوافذ ناتئة تسمى «مشربية» ، أما مادة البناء فهي الحجر والآجر المحروق، المرصوصان على الأغلب على الطين؛ وكذلك الخشب المستورد على الاغلب من جزر الزوند، والخشب الروسي (الألواح) المستورد من القسطنطينية.
والمشربيات تزينها من الخارج نقوش بديعة الرقة والإناقة أحياناً، ونتوء المشربيات يضعون في داخله دواوين واطئة ومخدات؛ وبما أنه ابرد مكان في الغرفة فإنه يشكل زاوية مفضلة» .
الحياة الفكرية في مكة:
يصف دولتشين الحياة الفكرية في مكة بقوله: إنها تدنت كما كانت من قبل حضارة طليعية وثقافة رائدة، على الرغم من وصول بعض الجرائد المصرية والتركية، وكذلك بالنسبة إلى أن العرب حرفيون ممتازون، اُنظر إليه في قوله:
«الحياة الفكرية عند هذا الشعب القدير واللطيف لم تتقدم منذ ذلك العهد المجيد، الذي كان فيه العرب يسيرون في طليعة الحضارة، وليس هذا وحسب، بل على العكس تراجعت أيضاً؛ وتلك العلوم التي ابتدعوها وطوروها فيما مضى لفّها النسيان تماماً في الوقت الحاضر، بل إن التعليم الاولي البسيط - مجرد القراءة والكتابة - محصور ضمن حلقة ضيقة جداً؛ وأشراف مكة الذين يقومون بدور قادة الحجاج اثناء القيام بمراسم الحج لايعرفون - بأغلبيتهم الساحقة - القراءة