181وينقل أبو الوليد عن جدّه، عن مسلم بن خالد، عن ابن جريح قال: سألت عطاء أين كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ينزل يوم عرفة؟ قال: بنمرة 1، منزل الخلفاء الى الصخرة الساقطة بأصل الجبل عن يمينك وأنت ذاهب إلىٰ عرفة يلقىٰ عليها ثوب يستظل به صلى الله عليه و آله 2.
وقال الصدوق رحمه اللّٰه في المقنع:
فإذا أتيت عرفات فاضرب خباءك بنمرة قريباً من المسجد، فإن ثم ضرب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله خباءه وقبّته، فاذا زالت الشمس يوم عرفة فاقطع التلبية واغتسل، وصلّ بها الظهر والعصر بأذان وإقامتين، وإنما تتعجل في الصلاة، وتجمع بينهما لتفرغ للدعاء فإنه يوم دعاء ومسألة.
ويقول الأزرقي:
وموقف النبيّ صلى الله عليه و آله عشية عرفة بين الأجبل النبعة والنبيعة والنابت وموقفه منها على النابت وهي الظراب التي تكتنف موضع الإمام، والنابت عند النشرة التي خلف موقف الإمام، وموقفه صلى الله عليه و آله على ضرس من الجبل النابت مضرس بين أحجار هنالك ناتئة في الجبل الذي يقال له اَلالاً بعرفة عن يسار طريق الطائف وعن يمين الامام 3.
وبظهور الإسلام في الحجاز، اتّخذ اتباع هذا الدين الحنيف، الوقوف في عرفات ركناً من أركان الحج، ويقفون يوم التاسع من ذي الحجة في هذه البقعة، ولا يجوّزون الوقوف خارج حدود هذه المنطقة.
السيول في عرفات:
وقع الكثير من الحوادث في عرفات، على مرّ التأريخ، لا يسع المجال هنا للتطرق الى ذكرها جميعاً، وينقل الأزرقي نموذجاً عن تلك الحوادث بهذا الشكل: