128بعناوين جملة من الكتب، التي أملاها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم علىٰ علي بن أبي طالب عليه السلام، اشتهر منها «الصحيفة» و «كتاب علي» و «مصحف فاطمة» . أما الصحيفة فهي عبارة عن (صحيفة صغيرة تشتمل على العَقْل - مقادير الديات - وعلىٰ أحكام فكاك الأسير) 1أخرج نبأها البخاري، وغيره (عن أبي جعيفة، قال: قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟ قال: لا، إلّاكتاب اللّٰه، أو فَهْمٌ أَعطيه رجُلٌ مسلم، أو مافي هذه. قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العَقْل، وفكاك الأسير، وأن لا يُقْتَلَ مسلمٌ بكافر) 2.
والكتاب الآخر الذي ورثه الإمام علي عليه السلام من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم هو ما عُرِف ب «كتاب علي» ، قال غذافِر الصيرفي: (كنت مع الحَكَم بن عُتَيْبَة عند أبي جعفر عليه السلام، فجعل يسأله، وكان أبو جعفر عليه السلام له مُكْرِماً، فاختلفا في شيء، فقال أبو جعفر عليه السلام: يا بني قم فأخرج كتاب علي، فأخرج كتاباً مدروجاً عظيماً، وفَتَحَهُ، وجعل ينظر حتىٰ أخرج المسألة. فقال أبو جعفر عليه السلام: هذا خطّ علي عليه السلام، وإملاء رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم. وأقبل على الحكم وقال: يا أبا محمد، إذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يميناً وشمالاً فواللّٰه لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل عليه السلام 3وعن أبي عبداللّٰه عليه السلام قال: (واللّٰه إن عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعاً، فيها جميع مايحتاج اليه الناس حتىٰ أرش الخدش، إملاء رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وكتبه علي بيده صلوات اللّٰه عليه) 4. وعن (الفضيل بن يسار قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا فضيل عندنا كتاب علي سبعون ذراعاً، ما على الأرض شيء يُحتاج اليه إلّاوهو فيه حتىٰ أرش الخدش، ثم خطه بيده علىٰ إبهامه) 5.
وكان «مصحف فاطمة» كتاباً آخر أملاه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم علىٰ علي عليه السلام، وتوارثه أهل البيت عليهم السلام كأحد ودائع النبوة، روىٰ (أبو حمزة عن أبي عبداللّٰه عليه السلام