95الأول (الدور السامي) . وهشام بن عبد الملك الطرف الثاني المقابل (الدور الداني) . وبينهما (الواسطة) الشاعر العربي المسلم الفرزدق. كاشف الصورة ومجليها أو مظهرها إن صح التعبير.
ولكن أين حدثتْ تلك الصورة الفريدة الرائعة؟ أين تحركت، فرسمت تاريخاً لقضية تاريخية نادرة سجلتها الأجيال جيلاً بعد جيل، وصارت موضع فخر واعتزاز لكلّ المؤمنين الموالين لأهل البيت عليهم السلام وكلّ محبي الحقّ والحقيقة؟
لقد وقعت الحادثة الفريدة في أقدس بقعة على الكرة الأرضية، وقعت في مكّة التي كرمها اللّٰه، وفي البيت الحرام بالذات، وكان الشاهد أقدس شاهد، كان الشاهد هو الحجر الأسود أو الحجر الأسعد، ذلك الحجر المقدس الذي وضعَهُ النبي إبراهيم عليه السلام في الركن الشرقي من الكعبة عندما رفع قواعدها، وأعاد وضعه محمد بن عبد اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، وعمره لا يتجاوز الخامسة والعشرين، حين أعادت قريش بناء الكعبة الشريفة. ذلك الحجر الذي يتجه نحوه كلّ المسلمين في الكرة الأرضية.
عند تلك النقطة المقدسة حدثت الحادثة، وتلونت الصورة، وخلدت في ذاكرة الزمن. ولا زالت حية إلى اليوم لقوتها وحيويتها وصدقها.
موقف تاريخي مثير:
التاريخ الإسلامي المجيد حافل بالمواقف والبطولات، مواقف مختلفة ومتنوعة، مواقف طيبة، مواقف سامية مواقف فريدة، مواقف بالسيف، وأخرىٰ بالقلم وثالثة بالسيف والقلم معاً، ورابعة، بموقف آني أملاه طرف معين وحالة خاصة.
وقد سجل لنا التاريخ عدداً كبيراً من المواقف والبطولات المختلفة. نُسي