58كثيرٌ لا يَقْتَضِي الحالُ ذِكرَه هنا وأعظَمُهُ دعاءُ الحسينِ ووَلَدِه زينِ العابدينِ عليهما السلام، وقِراءةُ عَشْرٍ مِن أوَّل البقرةِ ثمّ التوحيدِ ثلاثاً وآيةِ الكرسيِّ والسُخْرةِ 1والمُعَوَّذَتَيْنِ ثمّ حمدُ اللّٰهِ تعالى علىٰ نِعَمِه مُفَصَّلةً، وفِعْلُ الخيرِ ما اسْتَطاعَ، وتَرْكُ الهَذَرِ.
الثالثُ: الوقوفُ بالمشعرِ الحَرام إذا غَربَتِ الشمسُ مِن يومِ عرفَةَ، فَلْيُفِضْ إليه وجوباً بالسكينة والوَقار مُستغفِراً داعياً بالمأثور وهو:
اللهمّ لا تَجْعَلْه آخِرَ العهدِ مِنْ هذا المَوْقِفِ، وارْزُقْنِيه أبَداً ما أبْقَيْتَني، واقْلِبْني اليومَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتجاباً لي مَرحوماً مَغفوراً لي بأفضلِ ما يَنْقَلبُ به اليومَ أحدٌ مِن وَفدِك عليك، وأعْطِني أفْضَلَ ما أعْطَيْتَ أحداً مِنهم مِن الخيرِ والبَرَكةِ والرِضوان والمغفرةٍ، وبارِكْ لي فيما أرْجِعُ إليه مِنْ أهلٍ أو مالٍ أو قليلٍ أو كثيرٍ، وبارِكْ لَهم فيَّ 2.
ولْيُكْثِرْ مِن قوله: «اللهمّ أعْتِقْ رَقَبَتي مِن النار» 3فإذابَلَغَ المَشْعَرَ - وحَدُّهُ ما بينَ المأْزِمَيْنِ إلى الحِياض إلى وادي مُحَسِّرٍ - وجب عليه الكَوْنُ به إلى الفجر ناوياً: «أبِيتُ هذه الليلةَ بالمشعرِ في حجِّ الإسلام حجِّ التمتُّعِ لوجوبه قربةً إلى اللّٰه» .
ويُسْتَحَبُّ إحياءُ تلك الليلةِ بالعبادة فإنّ أبوابَ السماءِ لا تُغْلَقُ تلك الليلة لأصوات المؤمنين 4. فإذا أصْبَحَ وجبَ عليه الكَوْنُ به إلى طُلوع الشمسِ ناوياً - عندَ تحقُّقِ الفجر -: «أقِفُ بالمَشْعَرِ في حجِّ الإسلام حَجِّ التمتُّعِ لوجوبه قربةً إلى اللّٰه» مُسْتَدامَةَ الحكمِ إلى آخره.
هذا كُلُّه مع الاختيار، أمّا مع الاضطرار فيُجْزِئُ مُسَمّى الوقوفِ بعرفَةَ ليلةَ العاشر، وبالمشعرِ مُسمّاه أيضاً في تلك الليلةِ وفيما بينَ طلوع الشمسِ وزوالِها مِنْ يَوْم النَحْرِ. ويُدْرَكُ الحَجُّ بإدراكِ الاختياريَّيْنِ وأحدِهما، والاضطراريَّيْن وأحدهما مع اختياريِّ الآخَر لا مُنْفَرِداً، وفي اضطراريِّ المشعرِ وحدَه قولٌ قوىٌّ