54
اللهُمَّ إنَّي أسْألُك بِاسمكَ الذي يُمْشىٰ به علىٰ طَلَلِ الماء كما يُمْشىٰ به على جُدَدِ الأرضِ، وأسألُكَ باسمكَ الذي يَهْتَزُّ له عرشُكَ، وأسألُكَ باسمكَ الذي تَهْتَزُّ له أقدامُ ملائكتك، وأسألُكَ باسمكَ الذي دعاكَ به موسىٰ بنُ عِمران، مِن جانب الطورِ فَاسْتَجَبْتَ له وألْقَيْتَ عليه مَحَبَّةً منك، وأسألُكَ باسمك الذي غَفْرتَ به لمحمَّدٍ صلى الله عليه و آله و سلم ما تَقَدَّمَ مِنْ ذنبه وما تَأخَّر، وأتْمَمْتَ عليهِ نِعْمتَك 1أنْ تَفْعَلَ بي كذا وكذا - ويقول أيضاً: -
اللهُمَّ إنِّي إليك فقير، وإنِّي خائفٌ مُسْتَجِيرٌ، فلا تُبَدِّلْ اسمي ولا تُغَيِّرْ جسمي 2.
فإذا فَرَغَ مِن الطواف أتىٰ مقامَ أبراهيمَ عليه السلام فصلّىٰ ركعتيه خلفَه أو عن أحدِ جانبيه، ونيّتهما: «أُصلِّي ركعتي طوافِ عمرةِ الإسلام عمرةِ التمتُّع أداء لوجوبه 3قربةً إلى اللّٰه» وهي كاليومية في الشرائط والأفعال. ويَتَخَيَّرُ فيها بين الجهر والإخفات. ويُسْتَحَبُّ أنْ يَقْرأ في الركعة الأُولىٰ بعدَ الحمدِ التوحيدَ وفي الثانيةِ الجحدَ أو بالعكس. ويَدْعو بعدَهما بالمأثور أو بما سَنَحَ.
الثالث: السعُي، وهي الحركاتُ المعهودةُ بينَ الصفا والمَروة للقربة، وله مقدِّماتٌ مَسْنونةٌ وفروضٌ وسُنَنٌ مقارِنَةٌ:
فمقدِّماته: التعجيلُ إليه عقيبَ صلاة الطواف والطهارة مِن الحَدَثِ والخَبَث علىٰ أشهر القولين 4، واستلامُ الحَجَرِ، والشربُ مِنْ زَمْزَمَ وَصبُّ الماء عليه مِن الدَلْو المقابلِ للحَجَر وإلّا فمِنْ غيره، والأفضلُ استقاؤه بنفسه قائلاً عند الشرب:
«اللهُمَّ اجْعَلْه عِلْماً نافعاً ورِزقاً واسعاً وشفاءً مِن كلِّ داءٍ وسُقْمٍ» 5، والخروج إلى الصفا مِن الباب المقابِل للحَجَرِ، وهو الآن في داخل المسجد بإزاء الباب المعروف بباب الصفا مُعَلَّمٌ بأُسْطُوانتين معروفتين، فليَخْرُجْ مِن بينهما إلى الباب، والصعودُ على الصفا بحيث يرى البيتَ مِن بابه، واستقبالُ الرُكْنِ العِراقي، وإطالةُ