43- عندَ مشاهَدَةِ ذَوَي الأخطار العظيمة والثَروة الجسيمة مع نُفودِ زاده ونِفاقِ راحِلته - ما يَلْقاه المُقَصِّرُ مِن الذُلِّ والانكسار حين تجتمع الخلائقُ ببضائع 1الآخرة والمتاجِرِ الفاخرةِ، وهو مُفْلِسٌ مِن الأعمال مُضَيِّعٌ نفسَه بسابق الإهمال، إلىٰ غير ذلك من التنبيهات إلىٰ آخر الأفعال، وسيأتي جملةٌ منها في الخاتمة إنْ شاء اللّٰهُ تعالىٰ.
وقاعدةُ ذلك كُلِّهِ ومرجِعُه إلىٰ ما روي عن مولانا الصادق عليه السلام أنّه قال:
إذا أردتَ الحجَّ فجرِّد قلبَك للّٰهتعالىٰ مِن كلِّ شاغِلٍ وحجابِ كلِّ حاجب؛ وفَوِّضْ أُمورَك كلَّها إلىٰ خالقك؛ وتوكَّلْ عليه في جميع ما يظهر مِن حركاتك وسكناتك؛ وسَلِّمْ لقضائه وحُكْمه وقَدَرِه؛ وودِّع الدنيا والراحةَ والخَلْقَ؛ واخْرُجْ مِن حقوقٍ تَلْزَمُك مِن جِهة المخلوقين؛ ولا تَعْتَمِدْ علىٰ زادك وراحلتك وأصحابك وقُوَّتِك وشَبابك ومالك، مخافةَ أنْ يَصيرَ ذلك 2عَدُوّاً ووَبالاً، فإنّ مَنْ ادَّعىٰ رِضا اللّٰهِ واعْتَمَدَ علىٰ ما سِواه صَيَّره عليه وَبالاً وعدُوّاً، ليعلَمَ أنّه ليس له قُوّةٌ ولا حيلةٌ ولا لأحدٍ إلّابعصمة اللّٰه تعالىٰ وتوفيقه؛ واسْتَعِدَّ استعدادَ مَنْ لا يَرجو الرجوعَ؛ وأحْسِنِ الصُحْبةَ؛ وراعِ أوقاتَ فرائضِ اللّٰه وسُنَنِ نبيِّه صلى الله عليه و آله و سلم، وما يجبُ عليك مِن الأدب والاحتمالِ والصبرِ والشكر والشَفَقَةِ والسخاءِ وإيثارِ الزادِ علىٰ دوام الأوقاتِ؛ ثمّ اغْسِلْ بماء التوبة الخالصة ذُنوبَك؛ والْبَسْ كُسْوةَ 3الصدقِ والصفاء والخضوع والخشوع؛ وأحْرِم من كُلِّ شيءٍ يَمْنَعُك عن ذكر اللّٰه تعالىٰ ويَحْجُبُك عن طاعته؛ ولَبِّ بمعنىٰ إجابة صافية خالصة زاكية للّٰهعزّ وجلّ في دعوتك مُتَمَسِّكاً بالعروة الوثقىٰ؛ وطُفْ بقلبك مع الملائكة حولَ العرش كطوافك مع المسلمين