40حقٍّ حقَّه، واختيارُ يومٍ صالحٍ للسفر كالسَّبْتِ والثُّلاثاء ورفيقٍ صالحٍ، وتحسينُ الخُلُقِ زيادةً على الحَضَر، والتَوَسُّعُ في الزاد، وطِيبُ النَّفْسِ في البَذل، والإنفاقُ بالعَدلِ دونَ البُخْل والتقتير والتبذيرِ؛ فإنّ بَذْلَ الزادِ في طريق مكَّةَ إنفاقٌ في سبيل اللّٰه. قال صلى الله عليه و آله و سلم:
الحجُّ المبرورُ ليس له أجرٌ إلاّ الجنّةَ. فقيل: يا رسولَ اللّٰه ما بِرُّ الحجِّ؟ قال: طِيبُ الكلام وإطعامُ الطعام 1.
وعن الصادق عليه السلام:
درهمٌ واحدٌ في الحجِّ أفضلُ مِن ألفي ألفِ درهمٍ فيما سِواه في سبيل اللّٰه، والهديّةُ مِن نفقة الحج 2.
فإذا عَزَمَ على الخروج صَلّىٰ في منزله ركعتينِ؛ فإنّهما أفضلُ ما اسْتَخْلَفَه
الرجلُ علىٰ أهله، ويقول بعدهما: «اللهُمَّ إنّي أسْتَوْدِعُكَ نَفْسي وأهلي ومالي وذُرِّيتي ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمةَ عملي» ، فيُعطيه اللّٰهُ ما يَسْألُ، كما ورد في الخبر 3.
ويَفتَتِحُ سفرَه بالصدقة، ثمّ يَقومُ علىٰ باب داره ويَقرأ فاتحةَ الكتاب وآيةَ الكرسيِّ أمامَه الذي يتوجَّه نحوَه وعن يمينه وشماله، ويَدْعو بكلمات الفرج مُضِيفاً إليها:
اللهمَّ احْفَظْني واحْفَظْ ما معي، وسَلِّمْني وسلِّمْ ما معي، وبَلِّغْني وبلِّغْ ما معي ببلاغِك الحَسَنِ الجميلِ 4، الحمد للّٰهربِّ العالمين - ثم يقول: -
اللهمَّ كُنْ لي جاراً مِنْ كُلِّ جبّارٍ عنيدٍ، ومِنْ كُلِّ شيطانٍ مريدٍ - ثم يقول: - بِسم اللّٰه دَخَلْتُ، وبسم اللّٰه خَرَجْتُ، وفي سبيل اللّٰه تَوَجَّهتُ، اللهُمّ إنّي أُقَدِّمُ بين يدي نِسْياني وعَجَلتي، بسم اللّٰه وما شاء اللّٰه في سفري هذا، ذكرتُه أو نَسِيتُهُ، اللهمَّ أنت المُسْتعان على الأُمور كُلِّها، وأنتَ الصاحب