27واللذات، مهاجرٌ إلىٰ ربّه، متوجّهٌ إلىٰ زيارة بيته.
وليعظّم قدر البيت لقدر ربّ البيت، وليخلص عزمه للّٰه، ويبعده عن شوائب الرياء والسمعة، فإن ذلك شركٌ خفيٌّ، وليتحقّق أنه لا يقبل من عمله وقصده إلّاالخالص، وأنّ من أقبح المقابح أن يقصد بيت الملك وحَرَمَهُ مع اطلاع ذلك الملك علىٰ خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويكون قصده غيره، فإنّ ذلك استبدال للذي هو أدنىٰ بالّذي هو خير.
أمّا قطع العلائق:
فحذف جميع الخواطر عن قلبه، غير قصد عبادة اللّٰه، والتوبة الخالصة له عن الظلم وأنواع المعاصي، فكلّ مظلمة علاقةٌ، وكلّ علاقة خصمٌ حاضرٌ متعلّقٌ به ينادي عليه ويقول:
أتقصد بيت الملوك وهو مطّلع علىٰ تضييع أمره لك في منزلك هذا، وتستهين به، ولا تلتفت إلىٰ نواهيه وزواجره، ولا تستحي أن تقدم عليه قدوم العبد العاصي فيغلق دونك أبواب رحمته، ويلقيك في مهاوي نقمته، فإن كنت راغباً في قبول زيارتك فأبرز إليه من جميع معاصيك، واقطع علاقة قلبك عن الالتفات إلىٰ ما وراءك، لتتوجّه إليه بوجه قلبك، كما أنتَ متوجّهٌ إلىٰ بيته بوجه ظاهرك.
وليذكر عند قطعه العلائق لسفر الحجّ قطع العلائق لسفر الآخرة، فإنّ كلّ هذه أمثلة قريبة يترقّىٰ منها إلىٰ أسرارها.
وأمّا الزاد:
فليطلبه من موضع حلالٍ، فإذا أحسّ من نفسه بالحرص علىٰ استكثاره