243كانت سائدة في ذلك العصر. أضف إلىٰ أن بعض المعلومات الواردة في كتاب «أخبار مكّة» تعد أخباراً نادرة وفريدة من نوعها وذات أهمية قصوىٰ.
يستعرض الكتاب من بعد ذلك حادثتين تاريخيّتين مهمّتين وهما هدم الكعبة والسعي للتقليل من شأن ذلك البيت العتيق. وتحدّث أيضاً عن مآرب أصحاب تينك الحادثتين المعروفتين تاريخياً باسمي «تبع» و «الفيل» ، وكان السرد التاريخي لهما دقيقاً ومفيداً، ويعكس المنزلة العظمية للكعبة قبل الإسلام، ومدى الأهمية التي كانت تحظىٰ بها بين العرب وغيرهم من الأمم والأقوام (ص132-154) .
كما تناول الأزرقي أيضاً تأثير قصّة أصحاب الفيل في الأدب العربي، وذكر بعض الأشعار التي أنشدها شعراء ذلك العصر حول هذه الحادثة.
أما الفصل الذي يليه فيتّسم بالإطناب وله فائدة كبيرة، ويتحدث فيه عن إعلاء جدران الكعبة وإعادة بنائها ووضع «الحجر الأسود» وهذا السرد التاريخي منقول بطرق مختلفة، وحافل بالمسائل الاجتماعية والاعتقادية وآراء الجاهلية بشأن الكعبة ومكّة والحرم. . . الخ.
وصف أيضاً وبدقّة متناهية الصور والنقوش التي تزيّن جدران الكعبة، وتكلّم بهذه المناسبة عن دخول رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم مكّة منتصراً وإزالته لمظاهر الشرك من بيت التوحيد، وعن دور علي عليه السلام في تحطيم الأصنام وتلاوة سورة براءة على الناس 1(ص157-179) . وجاء في سياق هذا الفصل ذكر طواف أهل الجاهلية، وطواف العريان ودور (الحُمس) 2في ذلك.
كان لعرب الجاهلية في الحج وغيره تقاليد وسنن اجتماعية وسلوكية، وكانوا في بعض الأحيان يؤدّونها بكل إخلاص ومثابرة. وفي هذا الفصل تحدّث عن بعض التقاليد التي كانت شائعة آنذاك في شعائر الحج، وعرض