224وهذا الاسم يشهد أنها لغة لهم قديمة أصيلة: أرض خارج حدود الحرم علىٰ محجة العراق، إذا خرجت من أنصاب الحرم متجاوزاً ثنية خَلّ سرت فيها، وهي جَرَد أبيض سيله جنوباً إلى المُغَمّس ثم عُرَنة، ويشرف عليها من الشمال جبل السِّتَار ويغذيها بقسم كبير من مياهه. خرج الحُسَين بن عليّ رضي اللّٰه عنهما يريد العراق، في خرجته التي قتل فيها، فلقيه الفرزدق الشاعر فعذله ونصحه قائلاً: إن قلوب الناس معك ولكن سيوفهم مع بني أُميّة، ولكن الحُسين رضى الله عنه لم يقبل، فقال الفرزدق: 1لقيتُ الحسينَ بأرضِ الصِّفَاحِ عليه اليَلَامقُ والدُّرقُ
وقال ابن مقبل يرثي عثمان بن عفان:
عفا بطحان من سُليمى فيثربُ
وقال عمر بن أبي ربيعة: 2قامت تراءى بالصِّفَاحِ كأنّما عمداً تريد لنا بذاك ضرار
وتركنا شواهد غير ما ذكرنا للاختصار وقد أفضنا القول عن الصفاح في (معجم معالم الحجاز) .
كتب هذا النص سنة 1400 ه ثم ما لبث هذا البياض أن خطط فقامت فيه مدينة حديثة ذات فلل جميلة، ولها بلدية وأسواق، وهي متسعة بحيث دخل بعض المغمس فيها، وسميت (الشرائع الجديدة) وليست من الشرائع في شيء، ولكن المخططين أرادوا اسم الشرائع بشهرته وموسيقاه. فصار لدينا من ضواحي مكة بلد ثلاث تسمى الشرائع: الشرائع القديمة (حنين) 3، وشرائع المجاهدين، والشرائع الجديدة.