211وخمسون سنة، ودفن هو وابن اخته عبد اللّٰه بن جحش في قبر واحد، وفي رواية كان سنّه يوم قتل ابن تسع وخمسين سنة، وكان أصغر من رسول اللّٰه بأربع سنين 1.
بكاء النبي صلى الله عليه و آله و سلم علىٰ حمزة بن عبد المطلب:
قال ابن هشام: لما وقف رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم علىٰ حمزة قال: لن أصاب بمثلك أبداً وما وقفت موقفاً قط أغيظ لي من هذا.
وعن ابن عباس قال: لما انصرف المشركون عن قتلىٰ أُحد، انصرف رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم فرأىٰ منظراً ساءه ورأىٰ حمزة قد شقّ بطنه واصطلم [ أي قطع ] أنفه، وجدعت أذناه، فقال: لولا أن تجزع النساء ويكون سنّة من بعدي لتركته حتىٰ يبعثه اللّٰه من بطون السباع والطير. . . ، ولأمثلنّ مكانه بسبعين قتيلاً منهم. ثم كفن ببردة غطىٰ بها وجهه وجعل علىٰ رجليه شيئاً من الأذخر [ الأذخر وهو حشيشة طيبة الرائحة ] ثم قدم وصلىٰ عليه عشراً ثم جعل يجاء بالرجل وحمزة مكانه حتىٰ صلىٰ عليه سبعين صلاة، وكان عدد القتلىٰ سبعين، فلما فرغ منهم نزل قوله تعالىٰ: « ادع إلىٰ سبيل ربك بالحكمة» 2إلىٰ قوله « واصبر وما صبرك إلّا باللّٰه» 3.
لقد عرفنا من خلال هذه الروايات، مدىٰ حزن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم علىٰ مقتل حمزة رضى الله عنه وإحاطة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم وأصحابه بالجثمان الطاهر لحمزة وهو مسجىٰ على الأرض، يبكون عليه.
ذكر غسل الملائكة حمزة رضى الله عنه:
عن الحسن عليه السلام: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: رأيت حمزة تغسله الملائكة 4.