184تحقيق أوامر سماحة الإمام الخميني قدس سره وسماحة القائد المعظّم السيد الخامنئي - مدّ ظله - وكذلك من أجل أداء واحد من الواجبات والتكاليف الشرعية الإلهية، ولقد كان أعلنَ وزير الحج السعودي في العام الماضي بعد لقائه بسيادة رئيس هيئة الحج المحترم والوفد المرافق له، أنّه تمَّ اغلاق ملفّ البراءة الى الأبد ولن يُسمَح بفتحه ثانيةً، وانّه لو تمَّ الاصرار على ممارسة البراءة فإنَّه - أي الوزير المذكور - لا يستبعد وقوع حوادث مشابهة لتلك التي وقعت في مجزرة يوم الجمعة في عام 1407 ه وقد أقدمتُ شخصياً على إقامة تلك المراسيم في عرفات مستلهماً عملي هذا من توصيات سماحة القائد المعظم الذي تفضَّل قائلاً: إنَّ علينا العمل وفقاً للتكليف الشرعي المُناط بنا ما استطعنا الى ذلك سبيلاً، ومستمدّاً الإعانة من الباري عزّوجل، وتوسُّلاً بحضرة صاحب الأمر عجل اللّٰه تعالى فرجه الشريف.
ولقد أدركت حكومة السعودية بعد إقامة هذه الشعيرة من قِبَلِنا في العام الماضي أنّنا مُصمّمون وجادّون في إقامة تلك الشعيرة مهما كانت الظروف الى الحدّ الذي نؤدّي فيه واجبنا الشرعي على أكمل وجه. من هذه المنطلقات كان أداؤنا لمراسيم البراءة في عرصة عرفات موفقاً وعلى هذا فلا يمكنهم منعنا من ممارسة واجبنا الشرعي بالرّغم من تواجد الآلات الحربية وقوات الأمن، ولذا فقد شهدنا في العام الحالي تهديدات أقلَّ ممّا شهدناه في العام الماضي من قِبَل الحكومة السعودية. ومع أنَّ وزير الحج السعودي كان قد أرسل مُذكّرةً تحثُّ على الامتناع عن ممارسة شعيرة البراءة وشدَّدَ على احتمال وقوع حوادث غير متوقَّعة، إلّاأنّه، وبفضل اللّٰه سبحانه ودعاء الصالحين، تمَّ اقامة هذه الشعيرة في عرفات أفضل من ذي قبل. وأظُنُّ أنَّ المسؤولين السعوديين أدركوا أنَّ أيّ أذىً أو ضَرر نتيجة