173موعد قضاء عمرته والمسلمين معه. وسنعود على دراسة هذا الشرط.
عمرة القضاء:
فلما دخل هِلال ذي القعدة من سنة سبع، أمر رسول اللّٰه الذين شهدوا معه الحديبية أن لا يتخلّف أحد منهم عن قضاء عمرتهم معه هذه السنة (السابعة) وسمح لمن لم يكونوا معه.
فروى الواقدي بسنده عن ابن عباس قال: فقال رجل من حاضري المدينة من العرب: يا رسول اللّٰه، ما لَنا من يُطعمنا؟
فأمر رسول اللّٰه المسلمين أن يتصدّقوا عليهم في سبيل اللّٰه.
فقالوا: يا رسول اللّٰه، بِمَ نتصدق وأحدنا لا يجد شيئاً؟
فقال رسول اللّٰه: بما كان، ولو كان بِشقّ تمرة، ولو بِمِشقص 1يحمل به أحدكم في سبيل اللّٰه 2.
واستقدم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم ستين بدنة، ثم قام فقلّدها بنفسه بيده، ثم أمر ناجية بن جُندب الأسلمي ومعه أربعة فتيان من بني أسلم، وعُبيد بن أبي رُهْم الغفاري، وأبو هريرة الدوسي - وقد قدم على النبي في خيبر تلك السنة - فساقوا هَدْي رسول اللّٰه، يسيرون أمامه يطلبون الرَعي في الشجر والكلاء والمَرعىٰ.
وأمر رسول اللّٰه محمد بن مَسلمة الأنصاري فأعدّ مئة فرس.
وأمر بشير بن سعد أن يُعدّ بيضاً ودروعاً ورماحاً وسلاحاً لتلك الكتيبة.
فقيل: يا رسول اللّٰه! حملت السلاح! وقد شرطوا علينا أن لا ندخل عليهم إلا بسلاح المسافر: السيوف في القُرُب؟ ! .
فقال رسول اللّٰه: إنا لا نُدخلها عليهم الحرم، ولكن تكون قريباً منّا، فإن هاجَنا هَيْجٌ من القوم كان السلاح قريباً منّا.