15
الثالثة: أن الحج يعرض على شاشته المضيئة البيّنة تصويراً كاملاً لحياة الإنسان الموحّد. وبعمل رمزي يلقّن المسلمين درس الحياة المتحركة الهادفة. منذ ورود الميقات وحضور ساحة الإحرام والتلبية والتروك حتى الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف في محشر عرفات والمشعر وما فيهما من ذكر وتضرّع وتعارف، وحتى وصول منى وأضحيتها ورمي جمارها وحلقها، ثم العودة إلى الطواف والسعي. . . يتلقّى المسلم فيها جميعاً دروساً واضحة بيّنة في الحركة الهادفة والجماعية والعارفة في ساحة التوحيد، وعلى درب الحياة وحول محور «اللّٰه» سبحانه.
الحياة في منهج الحج سير دائم بل صيرورة مستمرة نحو اللّٰه. والحج هو الدرس العملي الحي البنّاء الذي إن وعيناه يرسم لنا طريق حياتنا في صورة عملية مشرقة.