14الأصيلة بدرس التوحيد والوحدة. . . وفي كلّ سنة تنفتح أزاهير جديدة، تزيد عمّا مضى، مبشّرةً بعودة ربيع الإيمان، والحياة في ظل الدين، والتآلف والتوادد بين المسلمين. . . ومحبطة عمل الأعداء وما كانوا يأفكون.
إنّها لمعجزةُ الحجّ أن نرى الوشائج الفكرية والعاطفية والايمانية بين الشعوب المسلمة لمّا تنقطع أبداً، وأن التفاعل بين هذه الشعوب يزداد باطّراد رغم كلّ النزاعات والصراعات التي تختلقها وتبثها حكوماتها وأعداؤها.
أسرار الحج ورموزه أكثر من أن يحتويها مقال، غير أن بينها ثلاث خصائص بارزة تستطيع كلّ عين مستقصية أن تتعرّفها في أول نظرة:
الأولى: أن الحج هو الفريضة الوحيدة التي دعا ربّ العالمين الى أدائها جميع المسلمين - من استطاع اليه سبيلاً - ومن أرجاء العالم كافة، وصوب نقطة واحدة، وفي أيام معلومات، ليربط بينهم في ألوان من السعي والحركة والسكون والقيام والقعود.
« ثمّ أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا اللّٰه إن اللّٰه غفور رحيم» .
الثانية: أن الهدف الأسمى في هذا العمل الجماعي والعلني والقلبي والنفسي هو ذكر اللّٰه:
« ويذكروا اسم اللّٰه في أيام معلوماتٍ على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير» .