97وخَصَّ هاتين الميتتين حذفاً لغيرهما من درجة الاعتبار، وتقريعاً لهما وتوبيخاً. « قل هل يَستَوي الّذين يعلمونَ والذين لا يعلمونَ» 1.
ووجوبه فوري؛ إجماعاً من الفرقة الُمحِقّةِ، وتأخيره كبيرةٌ مُوْبقة.
وتأخيرُ النبيّ صلى الله عليه و آله عن عام النُزول؛ لعدم الشرط، ولأنَّ التأخير أعمّ من الاستقرار، ولا دلالة للعامّ على الخاصّ المعيّن.
وأمّا ثوابه: فناهيك به أنّه جَمع بين أصناف أكثر العبادات، مع اشتماله علىٰ رُكُوب الأهوال، وفراق الأهل، وعلى التوكّل والتفويض، وقطع العلائق، وذكر سفر الآخرة.
وقد روي عن النبىّ صلى الله عليه و آله بطريق أهل البيت عليهم السلام في ذلك ما لايُحصَى:
فمن ذلك بطريق الإمام المعصوم أبي عبداللّٰه جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام:
«من حَجّ هذا البيتَ بِنيّةٍ صادقةٍ جعله اللّٰه - تعالى - مع الرفيق الأعلىٰ من النبيّين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أُولئك رفيقاً.» 2وعن النبيّ صلى الله عليه و آله: «إنّك إذا توجّهتَ إلى سبيل الحجّ، ثمّ ركبتَ راحلتك وقُلتَ: بسم اللّٰه الرحمن الرحيم ومضت بك الراحلةُ، لم تضع راحلتُك خُفاً ولم ترفع خفّاً إلاّ كتب اللّٰه لك بكلّ خطوة حسنةً، ومحاعنك سيّئةً، فإذا أحرمتَ ولبيتَ كتب اللّٰه لك بكل تلبيةٍ عشر حسناتٍ، ومحاعنك عشر سيّئاتٍ، فإذا طُفْتَ أُسبوعاً كان لك بذلك عنداللّٰه عَهدٌ وذِكْرٌ يستحي أنْ يعذّبَك بعده، فإذا صلّيتَ ركعتين عند المقام، كتبَ اللّٰه لك بهما ألْفَ ركعةٍ مقبولة.
وإذا سعيتَ بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ، كان لك عند اللّٰه - عزّ وجلّ - مثلُ أجر مَنْ حجّ ما شياً من بلاده، ومثلُ أجر مَنْ أعتق سبعين رقبةً مؤمنةً.
وإذا وقفتَ بعرفات إلى غُروب الشمس فلو كان عليك من الذنوب مثلُ رَمْل عالِجٍ، وزَبَد البحر، لغفرها اللّٰه لكَ.