96
والمقالة الثانية في أفعال الحجّ.
والتكميل في زيارة البشير النذير، وأهل بيته المخصوصين بالتطهير.
كمال الحجّ أن تقف المطايا
علىٰ ليلى وتقرئها السلاما 1
أمّا المقدّمة
فالحجّ لغة: القصدُ المطلق.
ويُطلق على الغلبة، ومنه الحُجة 2.
ومن الأوّل المحجّة؛ لأنّها طريق القصد، وربما رجعت إليه الحُجة، باعتبار مّا.
وشرعاً: اسمٌ لجميع المناسك المؤداة في الميقات، ومكة، والمشاعر، للقُربة.
وهو أولى من جعله اسماً للقصد إلى بيت اللّٰه لأدائها، لمبادرة المعنى الأوّل إلى فهم أهل الاصطلاح، وهو آيةٌ في الحقيقة.
ولايُشْكَل بأنّ التخصيص خيرٌ من النقل، لأنّه إنّما رُجّح لعدم ثبوت النقل، وسبق الفهم يُحَقِّقُهُ.
وغايته: تكميلُ النفس في قُوّتها العمليّة بتحصيل السعادة الأبديّة.
ووجوبُه من ضروريّات الدين، ومُستحلّ تركهِ كافرٌ إجماعاً، والآية الكريمة 3ناطقة بهما.
وفيها ضروبٌ من التأكيد، مبيّنة في صناعة المعاني.
وفي الخبر النبويّ بطريق أهل البيت عليهم السلام فيمن وجب عليه الحجّ ولم يحُجَّ، «فليمُت إن شاء يهوديّاً وإن شاء نصرانياً» 4.
وهو محمولٌ على النفي الكليّ، مع الاستحلال للترك.
والتخييرُ في صِنف الميتةِ للمبالغة في الحكم بالكفر.