75وقوله عليه السلام: «عند موعد مغفرته» ، أي: عند المحلّ الذي وعد اللّٰه الغفران فيه.
والتبادر إنّما هو بالأعمال الصالحة، كما قال اللّٰه سبحانه: « وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربّكم» 1، كأنّ مَن يعمل أكثر يكون أكثر مسارعةً لتحصيل المغفرة والمثوبة.
وروي عن الإمام الرضا عليه السلام: «إنّما أُمروا بالحجّ لعلّة الوفادة إلى اللّٰه - عزّ وجلّ -، وطلب الزيادة، والخروج من كلّ ما اقترف العبد تائباً ممّا مضى، مستأنفاً لما يستقبل، مع ما فيه من إخراج الأموال، وتعب الأبدان، والاشتغال عن الأهل والولد، وحظر النفس عن اللذات، شاخصاً في الحرّ والبرد، ثابتاً علىٰ ذلك دائماً، مع الخضوع والاستكانة والتذلّل. . .» 2.
قوله عليه السلام:
جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ لِلْإِسْلَامِ عَلَماً.
ولمّا كان الإسلام وأحكامه هو الطريق إلى اللّٰه سبحانه، استعار لفظ العلم للحج بالنسبة إليه؛ لأنّ به يكون سلوك طريق اللّٰه والصراط المستقيم، كالأعلام التي تخفق للعسكر فيأوي إليها الجيش والمارة علىٰ مقاصدهم.
ويحتمل أن يكون المراد بالعلم: الجبل، فهو كالجبل الأشم الذي يلوذ بكنفه الناس من الحرّ والبرد وسائر المخاوف.
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: «لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة» 3.
قوله عليه السلام:
وَلِلْعَائِذِينَ حَرَماً.
«العائذين» جمع عائذ: وهو المستجير.
وقوله عليه السلام: حرماً أي محلّ أمن وسلامة، حتىٰ إنّ الولي للدم لا يتمكن من