74ذلك في ولده إلى يوم القيامة» 1.
وروي أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام: «لمّا أفاض آدم من منىٰ تلقّته الملائكة، فقالت: يا آدم برّ حجّك، أما إنّاقد حججنا هذا البيت قبل أن تحجّه بألفي عام» 2.
قوله عليه السلام:
يُحْرِزُونَ الْأَرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ.
الحرز: المكان الذي يحفظ فيه، واحرزت المتاع: جعلته في الحرز، واحرزت الشيء إحرازاً، ضممته، أحرز قصب السبق: إذا سبق إليها فضمّها دون غيره.
والأرباح: جمع ربح، والمراد به هاهنا: الثواب.
والمتجر: محلّ التجارة، ومواقف الحج في مكة وحواليها متجر يحصل الإنسان فيها على الثواب؛ لأنها متجر العبادة والطاعة، لا المال والمادة.
فقد استعار عليه السلام لفظ المتجر للحركات في العبادة، ولفظ الأرباح لثمرتها في الآخرة من كرامة اللّٰه.
وقد ذكر عليه السلام هاهنا الربح استدراجاً لطباع الخلق بما يفهمونه ويميلون إليه من حبّ الأرباح في الحركات، ليشتاقوا فيعبدوا، وإلّا فهو عليه السلام قسّم العبادة إلى ثلاثة أقسام، وعدّ هذه العبادة عبادة التجّار، وأحسن للعبد إذا نظر في عبادته إلى أنّ اللّٰه هو أهل للعبادة، فيحذف جميع الأغراض والخواطر عن درجة الاعتبار، ويجعلها خالصة لوجهه تعالى؛ لأنّه هو.
قوله عليه السلام:
وَيَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ.
المبادرة: المسارعة والمسابقة، أي: يسابق بعض الحجاج بعضاً.