59
الحجّ في نهج البلاغة
فارس تبريزيان
الكلام كلما حسن نظمه، وانتظمت مفرداته بأحسن نظام وتحلّى بالفصاحة، وتزيّن بالبلاغة، يكون للقبول أقرب وبالنفوس أوقع، خصوصاً إذا جمع بين البلاغة والفصاحة، وبين المعنى العميق الشامل لأنواع المعلومات ودقائق المفاهيم.
ومن هذا المنطلق جعل اللّٰه - سبحانه - معجزة النبي صلى الله عليه و آله القرآن المجيد، ببلاغته وحسن عباراته، وبما فيه من الأحكام والإنذار والإبلاغ وشتّى العلوم، حتىٰ تحدّى به العرب - الذين كانوا أهل البلاغة والفصاحة - أن يأتوا بآية من مثله.
وبعد وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، خلّف الثقلين: القرآن، والعترة، وتمثّل ثقل العترة بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وانتقلت إليه مواريث الأنبياء والأوصياء، وورث الفصاحة والبلاغة المحمدية، شرع - سلام اللّٰه عليه - بهداية