233مستبشراً بإحدى الحسنيين: الشهادة أو النصر.
* * *
قال لي - يوماً - عبد الرحمن بن عوف وقد جلسنا نتحدّث:
ما يمنعك أن تتزوّج؟
فقلتُ له: زوّجني ابنتك.
فما كان منه إلّاأن أغلظ لي في الكلام وجَبهني.
وكان الصحابة إذا أصاب أحدٌ منهم غمٌّ أو غيظ أو فتنة شكىٰ ذلك إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله. فقمتُ من فوري وأتيتُ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، فما إن نظر إليّ حتىٰ عرف الغمّ في وجهي.
وقال: ما شأنك يا مقداد؟
فقلت: يا رسول اللّٰه! بأبي أنت وأُمّي، كنتُ عند عبد الرحمن بن عوف جالساً فقال لي:
ما منعك يا مقداد أن تزوّج؟
فقلت له: زوّجني أنت ابنتك، فأغلظ لي وجبهني.
فقال لي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: لكنّي أُزوّجُك - ولا فخر - ضُباعةَ بنت الزبير بن عبد المطلب.
فتزوّجتها وكانت من العقل والجمال بدرجة عالية مع قرابتها من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.
* * *
نزلت فيّ وفي نفر من أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله (ابن مسعود، صهيب، عمار، بلال) هذهِ الآية: « ولا تطرد الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشي يريدون وجهه» .
حين كنّا جلوساً عند رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، وجاءَ بعض زعماء قريش، فقالوا لرسول اللّٰه:
إنّا لا نرضى أن نكون أتباعاً لهؤلاء، فاطردهم عنك حتىٰ نجلس معك فنزلت فينا تلك الآية.
كما نزلت فيّ وفي رهط من أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيّبات ما أحلّ اللّٰه لكم» 1.
حينما اجتمعنا في دار الصحابي