231الذين تركوا كبار زعمائهم صرعى علىٰ أرض المعركة ينتظرهم القليب الذي أمر بحفره رسول اللّٰه لتلقى به جثثهم. كما وقع آخرون أسرىٰ، منهم النضر بن الحارث بن علقمة الذي يكنّىٰ أبا القائد وقع أسيراً بيدي، وكان أشدّ قريش تكذيباً للنبي صلى الله عليه و آله وأذًى لأصحابه، كما كان ينظر في كتب الفرس ويخالط اليهود والنصارى وهو من الذين قالوا:
« وأقسموا باللّٰه جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكوننّ أهدى من إحدى الأُمم فلما جاءهم ما زادهم إلّا نفوراً. . .» .
وهو الذي نزلت فيه هذه الآية:
« وإذا تتلى عليه آياتُنا قالوا قد سمعنا لو نشاءُ لقلنا مثل هذا إن هذا إلّا أساطيرُ الأولين» .
وكان يقول: إنما يأتيكم محمد بأساطير الأولين. وقع هذا أسيراً بيدي وأتيت به إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، وما إن رآه حتىٰ أمر علياً عليه السلام بقتله.
فقلت: يا رسول اللّٰه! أسيري.
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: إنه كان يقول في كتاب اللّٰه ورسوله ما يقول.
وأنا أقول: إنه أسيري.
حتىٰ قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: اللّهمّ أغن المقداد من فضلك.
فقلت: هذا الذي أردتُ.
فقتله عليٌّ عليه السلام صبراً.
وفي معركة أُحد، هذهِ المعركة التي كنتُ فيها فارساً مقداماً، ومقاتلاً عنيداً. . . أُنزلت هزيمةٌ مروعة بالمشركين الذين ولّوا هاربين وقد تركوا قتالهم تملأ ساحة المعركة، وكاد النصر النهائي يكون حليفنا لولا أن ترك بعض الرماة مواقعهم التي حدّدها لهم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله طمعاً في الغنائم التي خلّفها مشركو قريش وراء ظهورهم، فلمّا أحسّ خالد بن الوليد ومن كان معه من المشركين بضعف هذا الموقع، وثبوا عليه، وقتلوا ما بقي من الرماة، ثمّ عادوا من خلفنا، فوقفتُ مع نفر من أجلّ الصحابة مدافعين عن رسول اللّٰه ذابّين بأرواحنا وأجسادنا عنه، إنها