203الخنادم: هي سلسلة جبلية خشباء بمكة، تبدأ من شعب عامر قرب المسجد الحرام فتشرق حتىٰ تصل المفجر، وإن كان شرقها يسمى باسم آخر، وفيها اليوم أحياء كثيرة وهي تقابل الحجون من الجنوب، وتمتد جنوباً فيكون نهايتها هناك جبل (سُدَير) .
قيل: وكان أبو الرّعّاس - أحد بني صاهلة - وقيل: حِمَاس بن قيس بن خالد البكري 1يعد سلاحاً، فقالت امرأته: ما تصنع بما أرى؟ قال: سمعت أن محمّداً سيغزونا فهذا له ولأصحابه. فقالت: ما أرى أنه يقوم لمحمد وأصحابه شيء. فقال: واللّٰه إنّي لأرجو أن أخدمك منهم خادماً، ثم قال: 2إن يقبلوا اليوم فما بي عِلّهْ هذا سلاح كامل وألَّهْ
وذو غرارين سريع السَّلَّهْ
ثم شهد هذا الشاعر يوم الفتح الخندمة مع أناس جمعهم صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو، فهزمهم خالد بن الوليد، فمر منهزماً حتىٰ دخل بيته، وقال لامرأته: هل من مخش؟ فقالت: أين الخادم؟ قال:
إنك لو شهدت يوم الخَنْدمهْ
لم تنطقي باللوم أدنى كلمهْ
قلت: وقوله: فهزمهم خالد بن الوليد، هذا ناتج عما لخالد في نفوس المسلمين من البطولة، فلا يكادون يجهلون قائداً أحدث مثل هذا حتىٰ يتبادر إلى أذهانهم اسم خالد، وهذا وهم، لأن خالداً دخل مع (كُدَى) المعروف اليوم بريع الرسام، وكان سيره علىٰ طول الشارع المعروف اليوم بشارع خالد بن الوليد، وفيه مسجد ينسب إليه، وهذا غرب المسجد الحرام، ومعروف أن جيوش الفتح