155- عزّ وجلّ - في الأرض بيتاً أحبّ إليه منكَ، وما في الأرض بلدٌ أحبّ إليّ منكِ (مكة) ، وما خرجتُ عنكِ رغبةً، ولكن الذين كفروا هم أخرجوني. . . 1.
فكان تقبيل الحجر واستلامه أول عمل له صلى الله عليه و آله في المسجد قبل الطواف، وقبل أن يقول أو يعمل شيئاً.
واقتدى المسلمون بسيرته صلى الله عليه و آله، فأخذوا يقدسون الحجر الأسود ويعظمونه، وراحوا يتسابقون لاستلامه وتقبيله تبركاً به؛ لأن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله كان يستلمه ويقبله ويستقبله ويدعو عنده. . . وقد ورد في ذلك حشدٌ من الروايات التي تصرح وبضرس قاطع بجواز التبرك بهذا الحجر استلاماً وتقبيلاً . . . إضافةً إلى آراء فقهاء المسلمين وعلمائهم علىٰ اختلاف مذاهبهم ومدارسهم الفقهية وكلّها تؤكد استحباب التبرك به. . . كما تبين وجوب الابتداء بالطواف حول الكعبة وبأشواطه السبعة - من الحجر الأسود والانتهاء إليه. وعدم صحة الطواف بل بطلانه إذا لم يبدأ به وينتهي إليه. ولم أجد فيما تيسر لي من المراجع مخالفاً لذلك الاستحباب وهذا الوجوب.
* * *
قالوا في الحجر الأسود:
كثرتالأقوال، واختلفت الآراء، والتساؤلات عن الحجرالأسود؛ من أين أُتي به؟ ومن أيّ شيء هو؟ وهل يضرُّ أو ينفع؟ وما هذهِ الهالة التي أُحيط بها في الروايات والأقوال وهو لا يعدو كونه حجراً عادياً؟ . .
وقد توفرتُ على كثير من هذهِ الأقوال والآراء، وقبل أن أذكر بعضاً منها، أقول: كلّ هذهِ الأقوال والآراء - التي دوّنت بعضها وتركتُ بعضها الآخر لا لشيءٍ إلّاللإختصار. ليست هي السبب في فضله، وقدسيته عندنا وفي تعظيمنا